سرايا - قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن إعلان المجاعة في قطاع غزة قبل أسبوعين شكّل "مستوى جديدا من المعاناة"، قائلا إن "غزة قد تصبح مقبرة اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني".


وكشف لازاريني، عن أن نحو 360 من موظفي الأونروا لقوا حتفهم في غزة، فيما تضرر 90% من منشآت الوكالة. ومنذ آذار، مُنعت الوكالة من إدخال المواد الأساسية رغم توفرها في الأردن ومصر. ومع ذلك، واصل الموظفون تقديم الخدمات في ظروف "مقيدة للغاية"، وهو ما وصفه لازاريني بأنه "أمر ملهم".


وانتقد لازاريني بشدة تقاعس المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن الفلسطينيين فقدوا الثقة بالمجتمع الدولي نتيجة ازدواجية المعايير، إذ يرون أن المساعدات تصل بسهولة إلى مناطق أخرى مثل أوكرانيا بينما تُحاصر غزة.


وتابع يقول "لم يعد الناس يموتون فقط جراء القصف أو أثناء بحثهم اليائس عن الطعام، بل باتوا يموتون بصمت بسبب الجوع".


واعتبر لازاريني أن هذه المجاعة "مختلقة عمدا من قبل الحكومة الإسرائيلية"، منذ انهيار وقف إطلاق النار في آذار الماضي وتشديد الحصار، ما أدى إلى تدهور الوضع الغذائي للسكان رغم التحذيرات المتكررة من تفاقم الأزمة.


وأعرب لازاريني عن صدمته من غياب أي خطوات عملية لوقف المجاعة رغم الاستنكار الدولي، معتبرا أن "عدم التحرك واللامبالاة في هذا الموقف يمكن أن يرقى إلى التواطؤ في الجريمة".


وأكد أن الالتزام الأساسي للمجتمع الدولي هو منع حدوث مجاعة في مكان مثل غزة، مضيفا: "نحن في القرن الحادي والعشرين، وغزة لم تواجه مجاعة من قبل".


ورأى المفوض العام أن ما يحدث "إخفاق للإنسانية وافتقار للتعاطف"، قائلا: "يمكننا وقف المجاعة والفظائع فقط من خلال الإرادة السياسية والقرار السياسي". لكنه أشار إلى أن العكس هو ما يحدث الآن، إذ تتواصل العمليات العسكرية على نطاق واسع، ويُجبر السكان على النزوح جنوبا في ظل دمار شامل يجعل غزة "أرضا غير صالحة للعيش".


واستعرض لازاريني التحديات المالية العميقة التي تواجه الأونروا هذا العام، مؤكداً أن الوكالة تواصل تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وفحوص التغذية، وإدارة الملاجئ رغم البيئة المعادية.


وأكد لازاريني أن الوكالة تعرضت لهجمات إعلامية شرسة، وأن إسرائيل والولايات المتحدة لا تخفيان رغبتهما في إنهاء الأونروا. ورغم ذلك، شدد على أن الوكالة لم تتلق أي دليل يثبت صحة الاتهامات بارتباط موظفين بحماس أو غيرها، موضحاً أن "الادعاء ليس دليلا".


وذكّر بأن 16 دولة كانت قد جمدت مساهماتها مطلع العام الماضي قبل أن تعود لدعم الوكالة بعد توضيحاتها.


وأشاد لازاريني بدور الأردن الذي "يناصر الوكالة ويدعمها بقوة"، مؤكداً أن المملكة ستجمع الدول الأعضاء في نيويورك خلال أيلول لتعزيز الدعم للأونروا.


واعتبر المفوض العا أن تجديد تفويض الوكالة هذا العام يجب أن يقترن بتخصيص موارد، لافتا إلى أن الأونروا بمثابة "وزارة تعليم وصحة أولية" للشعب الفلسطيني، لكنها لا تملك أدوات مالية كالضرائب أو القروض، وتعتمد بالكامل على المساهمات الطوعية.


ولفت لازاريني إلى أن أكثر من 600 ألف طفل في غزة يعانون من صدمات نفسية عميقة بعدما حرموا من التعليم لأكثر من عامين، محذراً من "خطر فقدان جيل بأكمله" وما يحمله ذلك من مخاطر التطرف في المستقبل.


وأكد أن وقف إطلاق النار سيتيح إعادتهم إلى بيئة تعليمية كأولوية قصوى.


وأوضح لازاريني أن المنظومة الصحية في غزة تعرضت لهجوم شامل مثل التعليم، مع استهداف المستشفيات ووجود حالات حرجة تحتاج إلى إخلاء طبي عاجل.


وشدد على أن الصحة ستكون من أبرز أولويات المرحلة المقبلة، مذكّرا بدور الأونروا في استقبال آلاف المراجعين يوميا وتقديم الاستشارات الصحية الأساسية.


وختم لازاريني بالتشديد على أن ما تحتاجه غزة فوراً هو وقف إطلاق النار "ليس غداً بل بالأمس"، يليه إطلاق سراح المحتجزين واستئناف تدفق المساعدات.


وأضاف: "آمل أن يلتزم المجتمع الدولي بعد ذلك بتعزيز حل سياسي دائم، لأن الاستمرار في هذا المسار كارثة إنسانية وأخلاقية".

المملكة

• إقرأ أيضاً : غارات "إسرائيلية" على العاصمة اليمنية صنعاء
• إقرأ أيضاً : 34 شهيدا بينهم 26 من مدينة غزة منذ فجر اليوم
• إقرأ أيضاً : ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 64,656