10-09-2025 12:55 PM
سرايا - في ظاهرة أذهلت العلماء والمستهلكين على حد سواء، كشفت دراسات حديثة عن ارتباط غريب بين تقليل استهلاك الكافيين وزيادة وضوح الأحلام.
ويبلغ الآلاف حول العالم عن تجربة أحلام شديدة الواقعية بعد أيام فقط من خفض استهلاكهم للقهوة والمشروبات المنبهة. وهذه الظاهرة الغامضة تطرح تساؤلات عميقة حول تأثير الكافيين على آلية النوم والأحلام.
ويؤكد الخبراء أن الأمر يتعلق بـ"ارتداد النوم" حيث يدخل الدماغ في حالة من النوم العميق لتعويض الحرمان السابق، ما يزيد من مرحلة الأحلام بنسبة تصل إلى 30%.
واللافت أن هذه الأحلام تكون غنية بالتفاصيل والألوان والأحداث المتسلسلة، وكأن المشاهد تنبض بالحياة. وبعض الأشخاص يصفونها بتجربة سينمائية داخل عقولهم، بينما يجدها آخرون مقلقة نظرا إلى شدة واقعيتها.
وينصح الباحثون محبي القهوة الراغبين في تجربة هذه الظاهرة الفريدة، بالتقليل التدريجي للكافيين مع الحفاظ على ترطيب الجسم وممارسة الرياضة. كما يؤكدون أن هذه التجربة تختلف من شخص لآخر، وقد تكون بوابة لاكتشاف أسرار جديدة عن العقل البشري أثناء النوم.
الكافيين وتأثيره على النوم
الكافيين هو مادة منبهة تجعلنا نشعر باليقظة والنشاط. ويعمل عن طريق منع مادة كيميائية في الدماغ تسمى الأدينوسين، وهي المسؤولة عن شعورنا بالنعاس.
وخلال اليوم، بينما نكون مستيقظين ونشطين، يتراكم الأدينوسين تدريجيا في الدماغ، وبحلول المساء، يساعدنا هذا التراكم على الشعور بالرغبة في النوم. وأثناء النوم، يتم التخلص من الأدينوسين، فنستيقظ في الصباح منتعشين، جاهزين لبدء الدورة من جديد.
وعندما نتناول الكافيين، سواء من القهوة، الشاي، المشروبات الغازية، أو حتى الشوكولاتة، فإنه يمنع إشارات الأدينوسين. وهذا يعني أننا لا نشعر بالنعاس بالرغم من وجود الأدينوسين في الدماغ. لكن عندما يتلاشى تأثير الكافيين، قد نشعر بما يسمى "انهيار الكافيين"، أي زيادة مفاجئة في الرغبة بالنوم.
ويبقى الكافيين في الجسم لفترة، حيث يتراوح نصف عمره بين ثلاث إلى ست ساعات. وهذا يعني أن نصف كمية الكافيين التي تناولتها قد تظل نشطة في جسمك بعد هذه المدة، ما يؤثر على قدرتك على النوم.
وإذا تناولت فنجان قهوة في فترة ما بعد الظهر، فقد تجد صعوبة في النوم ليلا، أو قد يكون نومك مضطربا.
وتظهر الأبحاث أن الكافيين، خاصة عند تناوله في وقت متأخر من اليوم، يقلل من جودة النوم، ويؤثر بشكل خاص على النوم العميق (نوم حركة العين غير السريعة - NREM)، وهو الجزء الضروري للشعور بالراحة والانتعاش.
وعلى الرغم من أن الأبحاث المباشرة حول تأثير تقليل الكافيين على وضوح الأحلام محدودة، إلا أن هناك ارتباطا منطقيا يمكننا استكشافه. فالكثير من الأشخاص يلاحظون أن أحلامهم تصبح أكثر حيوية أو غرابة بعد أيام قليلة من تقليل الكافيين، ويعود ذلك إلى كيفية تأثير الكافيين على نومنا، وكيف يرتبط النوم بأحلامنا.
ويمكن للكافيين أن يقلل من إجمالي مدة النوم ويزيد من الاستيقاظ ليلا، خاصة إذا تم تناوله في وقت متأخر. وعندما نقلل من الكافيين، يبدأ الجسم في "الانتعاش"، ما يعني أننا قد نحصل على نوم أعمق وأطول. وهذا يؤدي إلى زيادة في مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام.
وخلال مرحلة نوم حركة العين السريعة يكون الجسم مسترخيا، بينما يكون الدماغ نشطا للغاية، ما يتيح للأحلام أن تكون أكثر تفصيلا وحيوية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن نوم حركة العين السريعة هو المرحلة التي نستيقظ منها غالبا خلال الليل. وإذا استيقظنا أثناء هذه المرحلة، فمن المرجح أن نتذكر أحلامنا لأنها تكون "طازجة" في ذاكرتنا. لذا، عندما نقلل من الكافيين، قد نزيد من فترات نوم حركة العين السريعة ما يعني المزيد من الفرص لتجربة أحلام واضحة وتذكرها.
لكن، يجب أن نضع في الاعتبار أن النوم والأحلام معقدان. ولا يمكن للجميع أن يختبروا أحلاما واضحة بعد تقليل الكافيين، وقد يكون هذا التأثير مؤقتا، يستمر لبضعة أيام أو أسابيع فقط.
الكافيين ليس مجرد مادة تجعلنا نشعر باليقظة، بل إن له فوائد عديدة. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن شاربي القهوة قد يكونون أقل عرضة للاكتئاب، كما ارتبط الكافيين بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض مثل باركنسون.
وتحتوي القهوة على فيتامينات B ومضادات الأكسدة، ما يجعلها جزءا من نظام غذائي صحي.
وإذا كنت تحب الكافيين ولا ترغب في التخلي عنه تماما، فإن المفتاح يكمن في التوقيت. حاول تجنب الكافيين لمدة ثماني ساعات على الأقل قبل النوم، وابتعد عن الجرعات الكبيرة قبل 12 ساعة من وقت النوم. على سبيل المثال، إذا كنت تنام عادة في الساعة 11 مساء، فحاول ألا تتناول الكافيين بعد الساعة 3 عصرا، وقلل من الكميات الكبيرة بعد منتصف النهار. وهذا التوقيت يمكن أن يساعد في تحسين جودة نومك، ما قد يؤدي إلى زيادة في نوم حركة العين السريعة وربما أحلام أكثر وضوحا.
المصدر: ميديكال إكسبريس
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-09-2025 12:55 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |