09-09-2025 10:38 AM
بقلم : ماجد ابو فرج
في السنوات الأخيرة برزت على السطح في الأردن مشكلة خطيرة ذات أبعاد عشائرية وسياسية، تتمثل في تسابق آلاف الأشخاص لنيل لقب شيخ، حتى أصبح المشهد أشبه بمزاد مفتوح للوجاهة والسلطة.
الأصل في القضية أن الشيخة كانت عبر مئات السنين لقبًا موروثًا لا يخرج عن بيت واحد، ينتقل من الأب للابن بمباركة العشيرة، ويُصان بهيبة الدولة التي تحميه. وكانت مكانة الشيخ قائمة على السيف البتّار في ظل غياب دولة القانون قديمًا، حيث يمثل المرجعية العليا والحَكَم بين الناس.
غير أن تراجع الدولة عن رعاية هذا النظام، وعدم ضبطها لحدوده، فتح الباب أمام الطامحين والمتسلقين، فكثر غير المستحقين، واختلط النابل بالحابل، حتى غدت الساحة مليئة بالمدّعين الذين يلهثون وراء وجاهة مصطنعة لا عمق لها.
اليوم، تميّعت سلطة الشيوخ، وضاع حق الشيوخ الأصليين الذين توارثوا اللقب جيلاً بعد جيل، وأصبح بعض المجتمع ينظر إلى المشهد بسخرية بعد أن كان اللقب رمزًا للهيبة والاحترام. لقد دفعت الدولة، من حيث تدري أو لا تدري، إلى إضعاف المرجعية العشائرية الأصيلة التي كانت أحد ركائز الاستقرار.
إن ما يحدث ليس مجرد تنافس على لقب، بل هو مساس بالكيان الأردني ذاته، لأن العشيرة ركن أساس في بناء الدولة، وإذا فُقدت مصداقية الشيخ ووجاهته، فُقد معها الضابط الاجتماعي والسياسي الذي صان الأردن عبر مئات السنين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-09-2025 10:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |