04-09-2025 02:22 PM
سرايا - قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، إن خطر العدوانية الإسرائيلية يتفاقم تهديدا لكل نظامنا العربي وأمن منطقتنا.
وأضاف، خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية ال 164 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، أن العالم يواجه نظاما إسرائيليا لا حد لوحشية حروبه التدميرية على غزة وعلى الضفة الغربية المحتلة وعلى استقرار سوريا ولبنان ومستقبلهما.
وأشار الصفدي إلى أن الحكومة الإسرائيلية تجاهر بأنها تريد تغيير خارطة المنطقة لا تكترث بأي قانون دولي ولا ترتدع بقيمة إنسانية، مضيفا "دمرت غزة، تسرق الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وتعلن أنها تريد فرض سيادتها عليها".
وبين أن الحكومة الإسرائيلية تريد تغيير خريطة المنطقة لتفرض الهيمنة الإسرائيلية على عالمنا العربي، وتحتل أرضًا سورية جديدة وتستغل أوجاع المرحلة الانتقالية في سوريا، بعد عقود القهر والمعاناة، لتعبث بنسيجها الوطني، وتنتهك سيادتها وتصنع الفتنة المستهدفة أمنها واستقرارها ووحدتها، وتستمر في احتلال أراضٍ لبنانية، وترفض تنفيذ حتى ما التزمته في اتفاقيات سابقة.
وقال "هذا هو الخطر الذي يجب أن يفرض إعادة تقييم لجميع أدوات عملنا المشترك".
وقال إن إسرائيلُ تجعل غزةَ أرضًا غير قابلة للحياة تنفيذًا لمخطط استعماري تهجيري، وتحاصر الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقيادته اقتصاديًّا ومعيشيًّا، لتدمر التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني، وتمهيدًا لمخططات تهجيرية أيضًا.
وأوضح أن "التحدي غير مسبوق والتهديد لأمننا المشترك واستقرار منطقتنا، ولمصالحنا، ولمستقبلنا".
"نعمل من أجل السلام العادل، لتحقيق الأمن الشامل، والاستقرار الدائم، لبناء المستقبل الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون وكل شعوب المنطقة بأمان وتعاون وأمل. لكن إسرائيل تمعن في إجراءاتها اللا شرعية، وسياساتها التوسّعية، وحروبها الوحشية. تعمل من أجل الهيمنة على المنطقة"، وفق الصفدي.
وأكد أن مواجهة هذا الخطر المحدق "تتطلب عملًا عربيًّا جماعيًّا. علينا أن نعمل معًا، وفق استراتيجية شاملة، استراتيجية سياسية، اقتصادية، قانونية، دفاعية، توظف كل الأدوات المتاحة، لحماية مستقبلنا ومصالحنا، ولحماية حق المنطقة في العيش بسلام عادل ودائم".
وأضاف الصفدي "طريقها الوحيد هو تلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
وأشار إلى أن وقف العدوان الهمجي على غزة، وإنهاء المجاعة التي صنعتها إسرائيل في القطاع، تحت أنظار العالم أجمع يبقى أولويتنا.
وأكد الوزير دعم الجهود المصرية القطرية الأميركية المستهدفة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، مضيفا "نقف بثبات على خطنا الأحمر رفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم ونحذّر منه جريمة نتصدى لها بكل ما أوتينا".
كما شدد الصفدي على أن الأردن يكرس كل إمكاناته لمواجهة كل محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في مقدسات القدس الإسلامية والمسيحية، التي يحمل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله أمانة الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.
كما أكد إدانة الأردن الإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية في الضفة الغربية المحتلة التي تستهدف منع تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة على أساس حل الدولتين.
وأدان الصفدي تصريحات المتطرفين العنصريين في الحكومة الإسرائيلية عزمهم فرض السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة ورفضها، مبينا أنه خطاب كراهية عبثي يجب أن يدينه كل من يؤمن بالسلام في المجتمع الدولي.
كما أكد دعم السلطة الوطنية الفلسطينية والرؤية الإصلاحية التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكدا أهمية الالتزامات التي احتوتها رسالتا عباس إلى سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، وإلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكد الصفدي أيضا أهمية مؤتمر حل الدولتين الذي نظمته المملكة العربية السعودية بالتعاون مع جمهورية فرنسا في شهر تموز الماضي، مشددا على تاريخية المؤتمر الذي ستنظمه الدولتان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما ستشهده هذه الاجتماعات من اعترافات بالدولة الفلسطينية.
وأوضح أن مؤتمر حل الدولتين سيكون صرخة للحق الفلسطيني، وتأكيدًا على الخيار الفلسطيني العربي الاستراتيجي تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، الذي يضمن أمن كل دول المنطقة.
وأضاف "نقف مع وحدة السودان أرضًا وشعبًا ونرفض أي محاولات تمس وحدته ومقدراته، وندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والتوصل لحل سياسي يوقف العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوداني ويضمن للسودان مستقبلًا آمنًا مستقرًا مشرقًا".
وشدد على أن العمل العربي المشترك ليس ترفًا. هو مصلحة مشتركة. وفي هذا الزمن العربي الصعب، هو ضرورة يجب أن نضعها على رأس أولوياتنا، وندعم كل الجهود المستهدفة حل الأزمات وتجاوز التحديات في ليبيا واليمن
وترأس الصفدي اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، في مقر جامعة الدول العربية، على هامش الاجتماع.
كما يشارك في اجتماع هيئة متابعة وتنفيذ القرارات والالتزامات على المستوى الوزاري، والذي يُعقد على هامش الدورة العادية الـ 164 لمجلس جامعة الدول العربية.
وتركز أعمال الدورة العادية الـ 164 على القضايا العربية المحورية، وأبرزها تطورات القضية الفلسطينية، والجهود الأردنية والعربية المبذولة في حث دول غربية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إضافة إلى سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودعم صمود الشعب الفلسطيني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
كما تطرقت أعمال الجلسة إلى مستجدات الأوضاع في عدد من الدول العربية، منها السودان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان والصومال، إلى جانب سبل التعامل مع التحديات الإقليمية الراهنة، بما يضمن تعزيز الأمن القومي العربي.
ومن بين القضايا التي نوقشت في الاجتماع، التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي، ودعم الاقتصاد الفلسطيني، وتعزيز التكامل الاقتصادي ضمن رؤية عربية شاملة لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
كما تناول الاجتماع علاقات التعاون العربي مع المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا المتصلة بالتغير المناخي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-09-2025 02:22 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |