02-09-2025 01:41 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
مع ازدياد التوتر الاقليمي والعالمي على مختلف الأصعدة تزاداد قبضة بريطانيا البائدة على امريكا وتعمل على زجِّها في اتون حربٍ كبرى لا يمكن التنبؤ بنتائجها ومآلاتها وإن كان ظاهر الأمر وحقيقته يؤكد التفوق العسكري والتقني الامريكي على اي قوة " قد " تضطر ان لا تكون في صفها إن على مستوى الدول الكبرى كالصين وروسيا وهذا اقصى ما يمكن تعمله هاتان الدولتان تحديداً الوقوف على الحياد وليس كما هو الحال اليوم في وقوفهما الى جانب امريكا وعدم الخروج عن ذلك قيد أُنمله او على مستوى دول العالم كافه .
توني بلير الذي يحمل الملفات الخاصة جداً المتعلقة بالمنطقة وهي في معظمها قد نسجها بخيوطٍ انجليزيةٍ مسمومةٍ كل ما فيها لا يُفضي ولا يوصل الى شيء بل هي خرائط على شكل متاهات ودوائر وحلقات مفرغة وقد افرغ فيها عصارةَ الخُبث السياسي الانجليزي الذي جعل بريطانيا أُم الخبائث السياسية عن جدارة واستحقاق .
إن حركة هذا الانجليزي مُريبةً الى درجةِ أن اقلَّ ما يمكن توقعه من حديثه او مشاركته في اي امرٍ يتعلقُ بمسألةٍ ما لمنطقةٍ ما هو ان النتيجةَ الحتميةَ تكون بمثابة تسونامي من الشر والسوء او الخلخلةِ او قلبِ الأمورِ رأساً على عقب وهذه سياسة انجليزية لا تخفى على من هم امثالي ممن ليس لهم في السياسة باع او ذراع فكيف على منهم متخصصون فيها!!
لم ياتي هذا الرجل كرئيس للحكومة البريطانية بدعمٍ من اصحاب النفوذ المالي ولا من اصحاب الالقاب الانجليزية الساميه بل جاء على خطى المرأة الحديدية تاتشر التي كان لها الدور الاكبر بل المحور الرئيسي في الحرب على العراق وتدميره الذي نتج عنه تدميرا كبيرا في المنطقة وتغيراً في المسار العالمي برمته وعلى كافة المستويات وما زالت تداعياته مستمرة الى لحظتنا هذه على الرغم من اختلاف الأحزاب التي كانوا ينتمون اليها فهي كانت من حزب المحافظين وهو من حزب العمال ولكن المرجع واحد .
لن تفلتَ امريكا من قبضة بريطانيا الى ان تطيح بها ولو لم يبقى سوى انجليزي واحد ،
لم تسلّم بريطانيا امريكا قيادة العالم شهامةً او حباً وكرامة لها بل سلمتها اياها مُكرَهةً ورغماً عنها ومنذ ذلك الوقت الى يومنا هذا لم تغفل عنها يوماً بل تقودها الى حيث تشاء وهي تستغل طاقة امريكا وقوتها الهائلة الضاربة فهي خير من يقود هذه الدولة المنفلتة ( امريكا ) فهي تُمسكُ بخطامها ومن ورائها الدولة العالمية العميقة التي استطاعت ان تزاوج بين أعتى قوتين على هذه الارض وهما قوة مَكر السياسة البريطانية وقوة السلاح الامريكي .
الملفات التي بين يدي توني ربما لا تعلم امريكا وغير امريكا كثيراً مما تحتويه هذه الملفات بل ربما لا تعلم إلا رؤوس اقلام سمحت بها القوى التي تقف خلف بلير وتدفع به الى الامام لتنفيذ اجندات نرى نتائجها على أرض الواقع كما يحصل الان على مرأى ومسمع الجميع ،
إن ما صرَّح به مبعوث الرئيس الامريكي الى المنطقة اثناء وجوده في لبنان بالامس هو دليل على ذلك .
إن الخوف من بلير والسياسة التي يمثلها هو امرٌ مُبرَّر ومشروع وذلك لأن بريطانيا صاحبة وعود خارجة عن كل التوقعات وخارجة عن المنطق والعقلانية وتتجاوز القيم والمبادئ والقوانين والأعراف الدولية ويتمثل كل هذا بوعد بلفور المشؤوم ،
والخوف كل الخوف ان يكون لديها وعد جديد ،
برأيك ، هل وعدَت بشيء !!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-09-2025 01:41 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |