بقلم :
الأخصائية النفسية وأخصائية العلاج بالفنون مرح المناصير

أن التعايش مع الشخص النرجسي لفترة طويلة قد يكون كفيلاً بإصابة من حوله بمختلف أنواع الاضطرابات النفسية. وتوضح المناصير أن اضطراب الشخصية النرجسية هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية، ويتميز بأنماط مستمرة ومزمنة من التفكير والإدراك والتفاعل، والتي تؤدي إلى ضائقة واضحة للشخص وتأثير على قدرته على الأداء اليومي. وغالباً ما يتم تشخيص هذه الاضطرابات وفق المعايير المعتمدة في الدليل التشخيصي للإضطرابات النفسية (DSM-5-TR).

و أن من أبرز سمات الشخص النرجسي شعوره المبالغ فيه بالعظمة، والاعتقاد بأنه مثالي ولا يخطئ أبداً، بالإضافة إلى حاجته المستمرة للفت الانتباه وكثرة الإطراء. كما تميل شخصياتهم إلى الاستغلال في العلاقات لتحقيق مكاسب شخصية، مع قلة واضحة في التعاطف مع الآخرين، وشعور دائم بالغيرة من المحيطين، مع اعتقاد راسخ بأن الآخرين يغارون منه.

وتشير المناصير إلى أن اضطراب الشخصية النرجسية في تزايد ملحوظ، ويظهر بنسبة أكبر بين الرجال مقارنة بالنساء. ويمكن أن يكون الشخص النرجسي زوجاً، زوجة، أحد الوالدين، أو حتى كلاهما، ما يزيد من حجم تأثيره على الأسرة والمحيطين به.

الضحايا الذين يعيشون مع النرجسي يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، إذ أن الشخص النرجسي غالباً ما يكون غير قادر على فهم مشاعر الآخرين، ويستغلهم حتى لو كانوا من أقرب الناس إليه. ويضيف المناصير أن فلسفة النرجسي في الحياة تقوم على اعتقاده بأنه لا يخطئ أبداً، ما يجعله يستخدم ما يعرف بـ التلاعب النرجسي لإظهار صورة مصطنعة عنه وفرضها على الآخرين، خوفاً من أن يُكشف حقيقته، ويستمتع بأن يكون محط أنظار الجميع.

وتختم المناصير بنصيحة مهمة لكل من يشعر بأن هذه الصفات تنطبق على شخص قريب منه: لا تتردد في طلب المساعدة من مختصين نفسيين، فالتدخل المبكر يقيك من الأذى النفسي ويمنحك القدرة على التعامل مع الشخص النرجسي بطريقة آمنة