30-08-2025 08:58 AM
بقلم : د. خالد السليمي
الصدق في الكلمة أمانة، والجرأة في النقد البناء واجباً
في لحظات التحوّل الكبرى التي تمر بها الأوطان، يُصبح الصدق في الكلمة أمانة، والجرأة في النقد البناء واجباً، والوفاء للقيادة وللشعب مسؤولية لا تحتمل التأجيل، فالأردن اليوم يقف على مفترق طرق دقيق، تتجاذبه التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فيما يحمل في طياته إمكانيات عظيمة وفرصاً واعدة لو أُحسن استثمارها، لقد شكّلت كتب التكليف السامية التي يوجّهها جلالة الملك إلى الحكومات المتعاقبة خارطة طريق واضحة، تحمل في ثناياها رؤية إصلاحية تنموية متقدمة، ولعل كلمات جلالته: "المواطن الأردني هو محور العملية الإصلاحية وغايتها"، كانت دائماً مرشداً ودليلاً، لكنها مع الأسف كثيراً ما بقيت حبيسة الأوراق، لا تجد طريقها إلى التنفيذ الفعلي، من هنا، يصبح من واجبنا الوطني أن نرفع الصوت عالياً، لا في معارضة عابثة، بل في نصحٍ مخلصٍ ورغبةٍ صادقة بإعادة المسار إلى صوابه، حتى يستعيد الأردنيون ثقتهم بدولتهم، ويشعروا أن تضحياتهم لم تذهب سدى.
مولاي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم،
أكتب إليكم اليوم بلسان كل أردني صادق الانتماء، نحمل في قلوبنا أمانة الوطن وحرقة الغيورين على مُستقبله، إن كتب التكليف السامية التي تصدر عن جلالتكم مولاي ليست مجرد كلمات أو شعارات، بل هي بوصلة وطنية ورؤية استراتيجية شاملة تحمل تطلعات الشعب وطموحات جلالة الملك معاً نحو مستقبل أكثر عدلاً وازدهاراً، ومع ذلك، نجد أن حكومات متعاقبة ابتعدت عن جوهر هذه الرؤية، وأغرقت المواطن في دوامة من الأزمات الاقتصادية والمعيشية، حتى باتت كاهله مثقلاً بالديون، ومحدود الخيارات أمام الغلاء والبطالة، والأسوأ أن البرلمان، الذي يفترض أن يكون صمام أمان في الرقابة والمساءلة، بدا ضعيفاً وهزيلاً، مكتفياً بالحضور الشكلي الذي أفرغ المساءلة من مضمونها، مما أضعف ثقة الناس بمؤسسات الدولة وزاد الفجوة بين الطموح الملكي والتنفيذ الحكومي.
مولاي حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحُسين، إن الأردن اليوم بأمسّ الحاجة إلى صحوة شعبية واعية وراشدة، لا تُعبّر عن نفسها بالغضب المُنفلت، بل بالوسائل الحضارية المسؤولة التي تليق بتاريخنا ومكانتنا، هذه الصحوة يجب أن تكون رافعة للإصلاح الحقيقي، لا خصماً لاستقرار النظام الملكي الذي يُشكل عماد وحدتنا وملاذ أمننا، إن المواطن الأردني، وقد تعب من سماع الوعود دون أن يرى نتائج على أرض الواقع، يطالب بترجمة الأقوال إلى أفعال ملموسة، ترد الاعتبار لكرامته وتعيدُ الثقة بمؤسسات دولته، لقد باتت الحاجة ملحّة لإحياء قيمة الرقابة والمساءلة كحجر أساس لأي مشروع إصلاحي ناجح، بحيث تكون الحكومات خاضعة لرقابة فعلية لا شكلية، ومُلزمة بتنفيذ ما تتضمنه كتب التكليف السامية باعتبارها خارطة طريق لا تقبل التأجيل أو الالتفاف، مولاي حضرة صاحب الجلالة كلكم ثقة ومعرفة بإن الإصلاح لم يعُد ترفاً، بل ضرورة وطنية لا بد منها لعبور التحديات نحو المستقبل.
مولاي حضرة صاحب الجلالة، إن التاريخ لا يرحم المتقاعسين، والأجيال القادمة لن تغفر لمن ضيّع الفرص أو أهدر إمكانيات الدولة، لهذا فإننا نؤمن بأن الوقت قد حان لنهج جديد يُحاسب كل حكومة قصّرت في أداء واجبها، ويضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار شخصي أو حزبي أو فئوي، إن الأردن لا يستحق أن يبقى أسيراً لدوامة السياسات المؤقتة والوعود غير المُنجزة، بل يحتاج إلى رؤية تنفيذية توازي طموحاتكم الملكية السامية، وتعيد الثقة بين الدولة وشعبها، فلنجعل من هذه اللحظة التاريخية نقطة تحوّل مفصلية، نُعيد فيها الاعتبار لكتب التكليف كوثائق سيادية مُلزمة، ونبني دولة قوية عادلة راسخة في وجدان مواطنيها، إن صوت الشعب الصادق، عندما يتناغم مع إرادة الملك، قادر على أن يُحدث أعظم الإصلاحات ويصنع للأردن مستقبلاً يليق به وبأبنائه الأوفياء.
عهد الولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة
مولاي المعظم، إننا نجدد العهد والولاء لقيادتكم الهاشمية الرشيدة، ونؤكد أن الشعب الأردني سيبقى السند الأمين والدرع الحصين لهذا الوطن، ثابتاً على قيم الانتماء والوفاء، وحريصاً على أمنه واستقراره، نحن مصممون على أن نكون شركاء في الإصلاح والبناء، لا متفرجين على الأخطاء والتقصير، نرفع أصواتنا بصدق وإخلاص، لا طلباً لمصلحة شخصية، بل دفاعاً عن حق الوطن في أن ينهض ويزدهر، وكما قلتم يا مولاي: "لا مكان للتردد في خدمة الوطن، ولا عذر للتقاعس عن تحمل المسؤولية"، فإننا نتمسك بهذا القول مرجعيةً لنا ودافعاً نحو العمل، ندعو الله أن يوفقكم مولاي لما فيه خير الأردن وشعبه، وأن يحفظكم ذخراً ورايةً خفاقة تقودنا بثبات نحو مستقبل يليق بتاريخنا العريق وعطاء أبنائنا المخلصين، فالأردن سيبقى بإذن الله قوياً بقيادتكم، شامخاً بتضحيات جيشه وأجهزته الأمنية، مزدهراً بوعي شعبه، وعظيماً بما يغرسه الهاشميون من أملٍ في النفوس.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-08-2025 08:58 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |