حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8702

خلاف في قيادة الجيش “الإسرائيلي” على احتلال مدينة غزة

خلاف في قيادة الجيش “الإسرائيلي” على احتلال مدينة غزة

خلاف في قيادة الجيش “الإسرائيلي” على احتلال مدينة غزة

26-08-2025 09:35 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ليس الجمهور فقط منقسما في مسألة استمرار القتال الإسرائيلي في القطاع، بل في أوساط القيادة العليا في الجيش أيضا يوجد خلاف مهني حاد بالنسبة لمسألة المخطوفين واحتلال مدينة غزة.

عمليا، توجد مدرستان. الأولى، التي يقودها رئيس الأركان تفضل عقد صفقة مخطوفين جزئية الآن – صفقة توافق عليها حماس منذ الآن. صفقة كهذه ستعفي أو تؤجل إلى موعد متأخر أكثر، حسب رئيس الأركان، الاحتلال الكامل لمدينة غزة، وذلك فقط حين تتضح نتائج المفاوضات الشاملة لتحرير المخطوفين، ووقف الحرب بعد تنفيذ الصفقة الجزئية.
المدرسة الأخرى، التي تضم بضعة ألوية وعمداء في مناصب قيادة ميدانية عليا، تدعي بأنه يجب التوجه مباشرة إلى صفقة شاملة، في إطارها يتفق مع حماس على تحرير كل المخطوفين وتتحدد شروط إنهاء الحرب التي تكون مقبولة من حكومة إسرائيل، يوضع حد لحكم حماس في القطاع وبلدات الغلاف تحصل على أمن بعيد المدى.
خلاف مهني.. ليس أيديولوجيا
ينبغي التشديد على أن هذا الخلاف ليس سياسيا – أيديولوجيا كذاك الذي يوجد في الكابنت بين الوزيرين سموتريتش وبن غفير. اللذان يريدان إعادة الاستيطان في القطاع، وبين رئيس الوزراء نتنياهو، ديرمر ووزراء آخرين ممن يرفضون ذلك حاليا – بل عن خلاف مهني.
بين المدرستين في هيئة الأركان توجد نقطتا توافق على الأقل: رئيس الأركان والألوية الذين يؤيدون مثله صفقة جزئية، لا يستبعدون على الإطلاق إمكانية أن يحتل الجيش الإسرائيلي مدينة غزة في نهاية الأمر. لكنهم يسعون إلى أن يعطوا بداية الحبل الأطول الممكن لأجل تحقيق تحرير كل المخطوفين وأهداف الحرب بواسطة المفاوضات. فالمفاوضات، حسب نهج رئيس الأركان أيضا ستتم في ظل ممارسة ضغط عسكري مكثف على حماس، من خلال إخلاء نحو مليون وربع من السكان، وبعد ذلك أعمال عنيفة تتعاظم بالتدريج.
يعتقد رئيس الأركان أنه لا حاجة للإسراع في هذه الأعمال. برأيه ينبغي أولا فرض حصار على غزة، فقط بعد ذلك، إخلاء السكان وبعده فقط، سيأتي دور المناورة العنيفة في الأماكن التي حسب المعلومات الاستخبارية المؤكدة لا يوجد فيها مخطوفون. كل هذا بالتدريج من أجل الحفاظ على حياة المخطوفين وتقليص عدد المصابين بين المقاتلين في الميدان.
كما أن رئيس الأركان يريد أن يستخدم الحد الأدنى من الطواقم القتالية اللوائية في ظل تنفيذ الحصار والمناورة، لأجل تقليص إنهاك الجنود والعتاد في الجيش، وأساسا في منظومة الاحتياط. عنصر آخر في خطة رئيس الأركان هي المساعدات الإنسانية التي سيتم إدخالها لأجل إعادة بناء الشرعية الدولية التي كادت تفتقد تماما.
النقيصة الأساسية لخطة رئيس الأركان، هي أنها لا تسمح لممارسة ضغط متواصل على حماس وهي تتطلب وقتا طويلا، ربما حتى سنة، لأجل الوصول إلى نتائج. المدرسة الثانية للألوية والعمداء تدعي بأنه إذا ما سرنا نحو صفقة جزئية، فإننا سنفقد الزخم ونخسر القدرة على استخدام الضغط الهائل على حماس. من التقارير الاستخبارية وكذا من إعلانات حماس والوسطاء، يفهم بوضوح أن حماس تأخذ بجدية التهديد لاحتلال القطاع، وإلى جانب الاستعداد العسكري للمواجهة مع قوات الجيش الإسرائيلي التي ستدخل إلى المدينة، فإنها تبحث عن كل سبيل الآن كي تمنع الاحتلال الذي في حماس يعرفون، حسب مصادر استخبارية أن الجيش الإسرائيلي سينهيه بلا صعوبة خاصة.
وقف نار لستين يوما لغرض تحرير جزء من المخطوفين، سيسمح لحماس بالانتعاش، يؤخر أو يحبط تماما إخلاء السكان من مدينة غزة، القليل من الشرعية التي ما تزال لإسرائيل في الساحة الدولية ستتآكل أكثر فأكثر والأكثر أهمية، لنتنياهو على الأقل، سينفد صبر ترامب وسيطلب من نتنياهو إنهاء الحرب. القادة العسكريون الكبار الذين يطالبون باحتلال غزة يدعون بأن النتيجة ستكون أننا سنضطر إلى احتلال غزة في نهاية الأمر، لكن في هذه الأثناء، بسبب الجوع أو الأمراض سنفقد مخطوفين وشرعية دولية ولن نحقق كل أهداف الحرب.
من الأفضل الضغط الآن فيما تصرخ حماس طلبا للنجدة، وعدم السماح لها بالانتعاش، يقول قائد كبير في الجيش الإسرائيلي. هو ورفاقه في الرأي يخشون من أنه إذا ما سرنا إلى صفقة جزئية وتأخرنا، سنفقد إمكانية أن نأخذ من حماس معقلها الأهم في القطاع، مدينة غزة وحماس ستبقى في القطاع وستواصل العمل فيه كمنظمة عصابات، والحرب ستتواصل لسنوات طويلة أخرى. إضافة إلى ذلك يدعون بأن نصف مدينة غزة باتت في أيدينا منذ الآن – نحن في الزيتون، في الدرج، التفاح دبابات تتجول في حي صبرا. مسؤول كبير آخر يضيف أنه في كل حال، سيتعين علينا أن ندخل إلى غزة كي ندمر منظومة الأنفاق الأساسية التي تحتها. إذا لم تدمر منظومة الأنفاق هذه – فإن بلدات الغلاف لن تتمكن من النوم، بهدوء، يقول.
وعليه، فإن مدرسة كبار هيئة الأركان التي تعارض صفقة جزئية، تطالب بأن تنفذ فورا وبسرعة السيطرة على المدينة والتوقف فقط، وعندما توافق حماس على تحرير كل المخطوفين وتقبل شروط حكومة إسرائيل سيتم التوقف.
إخلاء.. حصار ومناورة
هذا الجدال داخل هيئة الأركان ليس جديدا وهو أحيانا يصل حتى إلى علم الجمهور، مثل عندما علم في الجدال بين قائد سلاح الجو اللواء تومر بار وبين قائد المنطقة الجنوبية، اللواء ينيف عاشور، بشأن القواعد لإقرار الأهداف للهجوم الجوي. عمليا، هذا بمثابة امتداد للجدال الأساسي هذا بين المدرستين في هيئة الأركان.
المثير للاهتمام هو أن القرار الذي اتخذه الكابنت المصغر هذا الأسبوع، بتوصية وحث نتنياهو، يشكل عمليا حلا وسطا بين المدرستين المهنيتين العسكريتين. فقد تقرر التوجه إلى المفاوضات على صفقة شاملة وليس جزئية. وأن تجري المفاوضات تحت النار بما في ذلك، احتلال غزة، إذا أصرت حماس على رفضها. المنحى العسكري الذي أوصى به رئيس الأركان – استعدادات إنسانية وعسكرية تجري منذ الآن، بعد ذلك إخلاء السكان، بعده حصار، ولاحقا مناورة إلى مراكز المقاومة في داخل المدينة. ليس صدفة أن رئيس الأركان يسمي هذا المنحى "عربات جدعون 2". فالاختلاف بين المنحى الذي اقترحه رئيس الأركان وما ينفذ الآن هو أساسا في الجدول الزمني الذي يطلب نتنياهو تقصيره، وبذلك يؤيد أناس المدرسة الكفاحية أكثر في هيئة الأركان. بالمناسبة، نتنياهو يفعل هذا ليس لاعتبارات عسكرية، بل لأنه يخاف من ترامب.
الألوية الذين يطالبون باحتلال غزة الآن، يعززون موقف نتنياهو في سعيه إلى ذلك في أنهم يدعون بأن المعلومات الاستخبارية التي في أيدينا جيدة بما يكفي، والوسائل الأخرى التي نتخذها هي أيضا ناجعة لأجل منع الإصابة بالمخطوفين الأحياء الذين يوجدون في غزة والذين على حد نهجهم ستحافظ حماس عليهم، لأنهم الذخر الوحيد المتبقي لها في الوضع الحالي.
حسب العرف والقانون العسكريين، فإن رئيس الأركان هو صاحب القرار الأخير. قراره يلزم كل الجيش وموقفه، كما يعرضه على المستوى السياسي أو على الجمهور هو موقف الجيش كله. لكن الألوية الذين يتبنون الرأي الآخر المختلف عن رأي رئيس الأركان حتى بعد قرار الكابنت، لا يتنازلون بسهولة ويضغطون بطرق مختلفة لتنفيذ نهجهم.








طباعة
  • المشاهدات: 8702
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
26-08-2025 09:35 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم