سرايا - تضغط المؤسسة السياسية الصهيونية على جيش الاحتلال لتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة بالكامل، قبل منتصف الشهر المقبل على الأقل، وسط جهود الوسطاء لاستئناف مفاوضات الدوحة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في القطاع، التي يعرقلها بنيامين نتنياهو، لإطالة أم حكمه قدر الإمكان.

وبدأت الاستعدادات لاحتلال ما تبقى من مدينة غزة، حيث تجري قوات الاحتلال مناورات عسكرية على أطرافها، تمهيداً لاقتحامها وإجلاء سكانها نحو الجنوب، وشن عملية عدوانية شاملة في منتصف الشهر المقبل، بعد موافقة "نتنياهو" على استئناف العمليات البرية، وفق تقديرات أوساط أمنية صهيونية.
وبرزت خلافات داخل الأوساط السياسية والعسكرية بالكيان المُحتل حول الجداول الزمنية المحددة لتنفيذ خطة احتلال كامل مدينة غزة، إذ يُريد المستوى السياسي تسريع بدء العملية، بينما يُشدد جيش الاحتلال على ضرورة التحلي بالمسؤولية والحذر.
وتشير المؤسسة العسكرية في الكيان المُحتل إلى مجموعة من القيود؛ أبرزها ضمان سلامة الأسرى، وسلامة جنود الاحتلال، وتهجير سكان غزة من المدينة، البالغ عددهم ما يقارب مليون نسمة، وفق وسائل إعلام الاحتلال.
في حين تتواصل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق بشأن المقترح الجديد لتبادل ألأسرى، والذي وافقت عليه حركة "حماس"، بينما يماطل "نتنياهو" كالعادة في الرد عليه، ويتحدث عن "صفقة شاملة"، وليست جزئية، كما يزعم.
ومن المتوقع، وفق وسائل إعلام الاحتلال، قيام حكومة "نتنياهو" بإرسال وفدها التفاوضي إلى الدوحة خلال الأيام المقبلة، على وقع الاستعدادات لتنفيذ العملية العدوانية ضد غزة.
بموازاة ذلك؛ واصل جيش الاحتلال عمليات تدمير المنازل في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، وأيضاً في غربها، دون توقف، في أعقاب استكمال تدمير معظم المنازل في حي الشجاعية، شرق غزة، وفي حي التفاح المجاور، وتهجير سكانه، وفق الأنباء الفلسطينية.
ويسعى الاحتلال لتطويق مدينة غزة بالكامل من الشمال، بالتزامن مع شن غارات كثيفة في مختلف أحيائها، سعياً للتقدم نحو البلدة القديمة بغزة، التي باتت تحت النيران وصولا إلى الأحياء الغربية التي نزح معظم سكانها الفلسطينيين إليها.
من جانبها، طالبت فصائل المقاومة الفلسطينية، المجتمع الدولي، بالتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ضد قطاع غزة، وبذل الجهود العاجلة وفق بروتوكولات التعامل مع المجاعات، بما يشمل التدخل الإنساني الفوري، وفتح الممرات الآمنة لإدخال الغذاء والدواء دون قيد أو شرط.
ودعت الفصائل الفلسطينية، في تصريح أمس، إلى "تجاوز بيانات الشجب والاستنكار، والانتقال إلى خطوات عملية حقيقية لكسر الحصار، وإنقاذ الفلسطينيين في غزة، الذين يواجهون الموت جوعاً، وبفعل جرائم الحرب".
وقالت إن "الجميع أمام اختبار إنساني حقيقي صارخ"، مؤكدة أن "معركة غزة ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل معركة الجميع في مواجهة الخطر الصهيوني الداهم والذي يتجاوز الأرض الفلسطينية إلى كل المنطقة".
من جانبه، طالب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، في ثلاث رسائل متطابقة، بعثها للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (بنما) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتحرك لوقف الإبادة الجماعية، بما في ذلك نشر قوة حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وقال منصور إن مليون فلسطيني يواجهون تهديداً وجودياً لحياتهم، بينما تواصل حكومة الاحتلال خططها لغزو غزة من دون أي اعتبار لمطالب وقف إطلاق النار أو لالتزامات القانون الإنساني الدولي.
وأكد ضرورة قيام المجتمع الدولي، تماشياً مع القانون الدولي، بممارسة ضغط حقيقي وفوري على الاحتلال لوقف حرب الإبادة وجميع جرائمه في غزة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، بما يشمل التحرك لحظر الأسلحة وفرض عقوبات واتخاذ تدابير دبلوماسية وسياسية وقانونية، بما يتضمن الاعتراف بدولة فلسطين، انفاذاً للحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والاستقلال.
وجدد منصور دعوات القيادة الفلسطينية لاتخاذ إجراءات دولية فورية لإنهاء الوضع البغيض واللاإنساني وغير القانوني، من خلال استخدام جميع الأدوات والوسائل المشروعة، بما فيها اتخاذ مجلس الأمن إجراءات فورية بموجب الفصل السابع، لحماية الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة الجماعية وتصعيد الاحتلال العدواني.
وفي الأثناء؛ تواصل قوات الاحتلال عدوانها ضد قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي أدت لارتقاء 62 ألفاً
و192 شهيداً، و157 ألفاً و 114 مصاباً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 271 شخصاً، بينهم 112 طفلا.