23-08-2025 12:13 PM
سرايا - كُشِف النقاب اليوم السبت عن أنّ وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) قامت بإقالة رئيس سلطة الاستخبارات الدفاعيّة في الجيش الأمريكيّ، كما ذكر موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكيّة.
وبحسب المصادر الرفيعة التي اعتمدت عليها الصحيفة، فإنّ إقالة الضابط الرفيع جاءت بعد تحضير تقريرٍ شاملٍ ومُوسّعٍ والذي نشرته الوكالة المذكورة، وبحسبه فإنّ الضربة الأمريكيّة-الإسرائيليّة للمفاعلات النوويّة في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في شهر حزيران (يونيو) الماضي، أدّت لوقف البرنامج النوويّ الإيرانيّ لعدة أشهرٍ ليس إلّا، وذلك يتناقض جوهريًا مع تصريحات الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، الذي زعم بُعيْد الهجوم بأنّ الأمريكيين والإسرائيليين نجحوا في تدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ كاملاً.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أنّ الحديث ديور عن الجنرال جيفري كروز، والذي يُعتبر ثاني أهّم شخصيّة في الاستخبارات الأمريكيّة، والتي تتّم إقالته من منصبه منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) من العام الجاري.
ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أنّ الجنرال المُقال خدم لمدّة 34 عامًا في سلاح الجوّ الأمريكيّ، وتبوأ مناصب رفيعة في الاستخبارات الأمريكيّة في واشنطن وأفغانستان والباكستان، موضحةً في الوقت عينه إلى أنّه حتى اللحظة ما زال الغموض يكتنف مصير مستقبل الجنرال كروز وهل سيتّم نقله من منصبه الذي أُقيل منه إلى الخدمة في مكانٍ آخر بالاستخبارات الأمريكيّة، أمْ أنّه سيُقال نهائيًا من الجيش الأمريكيّ، طبقًا لأقوال المصادر، التي اعتمدت عليها الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ وكالة الاستخبارات الأمريكيّة الدفاعيّة أقيمت بهدف تركيز جميع المعلومات من كلّ وكالات الاستخبارات في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وذلك للسيطرة على المعلومات من سلطةٍ واحدةٍ وموحدّة، إلّا أنّها منذ إقامتها لم يتّم التعامل بين وكالات الاستخبارات المختلفة، حيثُ احتفظت كلّ وكالةٍ بالمعلومات التي جمعتها دون إشراك السلطة الجديدة في ذلك.
وفي ختام التقرير، أوضحت المصادر أنّ الوزارة لتحسين العمل في الوزارات المختلفة، والتي أقامها ترامب وأوكل قيادتها للثريّ إيلون ماسك، ذهبت أدراج الرياح بعد أنْ اندلع الخلاف بين ترامب وماسك، حيث ادّعى الرئيس الأمريكيّ ترامب بأنّ الوزارة ليست مُفيدة على الإطلاق، وأنّها تقوم بتشغيل عددٍ كبيرٍ من الموظفين دون أيّ حاجةٍ لذلك.
إلى ذلك، تستمر إدارة الرئيس ترامب، الذي زعم، عقب العدوان الأمريكيّ- الإسرائيليّ المشترك على الأراضي الإيرانية، أنّ ضرباته مثّلت “نجاحًا عسكريًا مذهلاً”، نظرًا إلى أنّها “طمست منشآت التخصيب الرئيسية في إيران بشكل كامل”، في ملاحقة التقارير الاستخباراتية ووسائل الإعلام التي تنفي مثل تلك المزاعم، وتوجيه الاتهامات إليها.
وأظهر آخر هذه التقارير، والذي نشرته شبكة (إن بي سي) الإخبارية، في أواخر تموز (يوليو) الماضي، أنّه “في حين تم تدمير معظم مواقع التخصيب في إحدى المنشآت النووية الثلاث، بشكل أخّر عملها بشكل كبير، فإنّ المنشأتَين الأخريين لم تتعرضا لأضرار بالغة، ما يطرح إمكانية استئناف التخصيب النووي فيهما في الأشهر القليلة المقبلة إذا أرادت إيران ذلك”، وفقًا لتقييم أمريكي حديث للدمار الذي سبّبته العملية العسكرية، التي تحدّث عنه خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين للشبكة.
وقال أربعة من هؤلاء الأشخاص إنّه تمّ إطلاع بعض المشرّعين الأمريكيين ومسؤولي وزارة الدفاع والدول الحليفة، في الأيام الأخيرة، على التقييم، مشيرين إلى أنّ هذا الأخير “جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها إدارة ترامب لتحديد وضع البرنامج النووي الإيراني منذ ضرب المنشآت”.
وبحسب مسؤول أمريكيّ حالي وآخرَين سابقين، فإنّ “القيادة المركزية الأمريكية كانت قد وضعت خطة أكثر شمولاً لضرب إيران، كانت ستشمل ضرب ثلاثة مواقع إضافية في عملية تمتد لعدة أسابيع بدلاً من ليلة واحدة”. على أنّ هذه الخطة قوبلت، طبقاً للمصادر نفسها، برفض من ترامب، الذي يميل “نحو إخراج بلاده من الصراعات الخارجية بدلاً من التعمّق فيها، والتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا من الجانبين”. وقال أحد المصادر: “كنا على استعداد للذهاب حتى النهاية في خياراتنا، لكنّ الرئيس لم يرغب في ذلك”.
وفي هذا السياق، نقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول حالي وآخر سابق قولهما إنّ “مناقشات جرت داخل الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية حول ما إذا كانت الضربات الإضافية على المنشأتين الأقل تضررًا ضرورية، في حال لم توافق إيران قريبًا على استئناف المفاوضات مع إدارة ترامب في شأن الاتفاق النووي، أو إذا كانت هناك دلائل على أن إيران تحاول إعادة البناء في تلك المواقع”.
على أنه طوال الفترة الماضية، كانت وسائل إعلام أمريكيّة تتداول أخبارًا مفادها أنّ الخيار العسكري ضدّ طهران لا يزال على الطاولة، وإنْ كانت الإدارة الحالية تفضّل الانخراط في “المسار الدبلوماسي”. وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال)، بأنّه خلال لقائه الأخير مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أشار ترامب إلى أنّه “يأمل ألّا يكون هناك المزيد من القصف الأمريكي لإيران”، مضيفًا أنّه لا يستطيع “أنْ يتخيّل رغبته في القيام بذلك”.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-08-2025 12:13 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |