23-08-2025 08:30 AM
بقلم : الدكتورة فاطمة العقاربة
تبلورت أولى ملامح الهوية الوطنية الأردنية، بوجود العشائر الأردنية وعمقها التاريخي. لا كمجرد رد فعل على أطماع الخارج، أو كعبثية تاريخية جغرافية كما روج خصومها، بل كموقف أصيل يؤمن بالسيادة، ويدافع عن حق الأردنيين في تقرير مصيرهم، وبناء وطنهم على أسس الكرامة والانتماء. ونحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية عظيمة، نواجه بها تحديات ديمغرافية وثقافية وسياسية عابرة للحدود، تحاول أن تنازعنا وطننا، وتستهدف هويتنا، وتشكك في شرعيتنا. نحن اليوم أمام مرحلة تفرض علينا استعادة الوعي التأسيسي الذي نبت في أم قيس، لإعادة المضمون الحقيقي للمشروع الوطني الأ ردني بوصفه مشروعًا سياسيًا راسخًا، لا يساوم على هوية الدولة الأردنية، ولا يقبل التمييع، ولا التجزئة، ولا التصفية. لذلك كانت للعشائر دور كبير بترسيخ الهوية الوطنية والمواطنة الحقة لدى شبابها منذ نعومة اظفارهم وعززوا فيهم قيم الولاء والانتماء والوفاء للدولة الاردنية وجيشها ومليكها فكان هذا التعزيز له دور كبير بالحفاظ على هويتنا الاردنية المغتربة .
الهوية الوطنية الاردنية تعزز الدور القيادي للاردن من خلال تمثيل شبابها المغتربين بكافة المحافل الدولية فكل اردني او اردنية هم سفراء للوطن بالخارج حيث يساهم هذا التمثيل ببناء جسور العلم والتفاهم الثقافي مما يعمق الروابط الاكاديمية والمهنية والثقافية بين الاردن والبلدان الاخرى ويعزز صورة الاردن بالخارج من خلال النشامى والنشميات المغتربين .
ويأتي ترسيخ مفهوم المواطنة في هذا المفصل التاريخي من عمر الدولة، وفي ظل التحولات المتسارعة التي تعصف بالإقليم، والتقلبات التي تشهدها المعادلات الدولية بتعاظم التحديات وتسارع التحولات ، فأنه لابد من أن تترجم الدولة رفضها الواضح لأي خطاب يُقوّض الوحدة الوطنية ، أو يُشتت الولاء للمغتربين الاردنيين بالخارج فلابد من خطاب وطني جامع، سياسيًا وإعلاميًا وثقافيًا وفكريا ، لاجل اعلاء مصلحة الوطن، وتحصين المجتمع من دعوات التشكيك والانقسام , وأن استقرار الدولة لا يمكن أن يُبنى على الولاءات الضيقة، ولا على الصفوف الأيديولوجية، بل على قاعدة المواطنة الكاملة بتحصين هويتنا الاردنية الوطنية . ان تعزيز القيم المشتركة تكون بالتأكيد عليها لانها هي التي تجمع أبناء الوطن الواحد، مثل العدالة، والمساواة، والتسامح، والعمل الجماعي وتعزيزروح الوفاء والانتماء يقطع الطريق على اولئك اصحاب الاجندات الخارجية الذين يعملون ضمن مجموعات تسعى لزعزعة الجبهة الداخلية للاردن ونشر الفتن وتوسيع الفجوة بين الشعب والقيادة من خلال نشر اكاذيب وافتراءات على الدولة ولذلك ان البئية الاجتماعية لها دور كبير بصقل الفكر الوطني لدى الافراد بالحفاظ على الهوية وتحصينها والدفاع عن الوطن والتاريخ الاردني .
ان رصد القوى الخارجية التي استمالت ابناء الوطن ليكونوا كمعارضة مقنعة ضد اي شيء اردني او يكون بمصلحة الاردن لهوى نتاج خبرات تقنية عالية تقوم بها الاجهزة الامنية للحفاظ على النسيج الاجتماعي الاردني لان مغزى هذه القوى هي ضرب النسيج الاجتماعي الوطني بالاردن واضعاف جبهته الداخلية بحيث ان هذه الضربة تاتي من ابناء الوطن وليس من اي قوة اخرى (اخوانية) لتبرير ان هم ابرياء وان الشعبوية واسلوب استمالة الشعب للتعاطف معهم تغطي على جرائمهم بغسل ادمغة الشباب ليكونوا ضد وطنهم ومغيبين فكريا وتوازنا مع الوطن والحمد لله ان الصحوة الاردنية للشباب الوطني استيقضت بهمة الوطنيين الخيرين داخل وخارج الوطن حتى ( لو جاءت متاخرة افضل من ان لا تأتي ابدا ) وباءات اغلب خططهم بالفشل اتجاه الافراد الذين حاولت وتحاول استمالتهم بخارج الوطن وداخل الوطن ليكونوا ادة تتحرك حسب اهواءهم الشيطانية فكان الوعي والنضج الفكري الوطني والوفاء لهذا الوطن اقوى من خططهم ومن الغطاء الديني الكاذب الذي اتبعوه بكافة مناوراتهم وخططهم .
.يشكل المغتربون الأردنيون ركيزة حيوية للهوية الوطنية، حاملين قيم الأردن الأصيلة ومدافعين عنها في دول الاغتراب. بدعم الدولة، يواصلون دورهم كسفراء، يعززون حضور الأردن عالميًا ويساهمون في تنميته من خلال نقل المعرفة والاستثمار. هنيئًا للأردن بشبابه الواعي الذي أثبت للعالم أن الهوية الوطنية صلبة، لا تُخدش ولا تتزعزع، وأن الوفاء والانتماء في عروق الدم الأردني لا يخون ولا يتبع إلا تراب الوطن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-08-2025 08:30 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |