حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5718

زياد فرحان المجالي يكتب: استراتيجية بديلة لإنهاء الحرب: بين الاجتياح الكامل والتسوية المشروطة

زياد فرحان المجالي يكتب: استراتيجية بديلة لإنهاء الحرب: بين الاجتياح الكامل والتسوية المشروطة

زياد فرحان المجالي يكتب: استراتيجية بديلة لإنهاء الحرب: بين الاجتياح الكامل والتسوية المشروطة

23-08-2025 08:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
في لحظة فارقة من عمر الحرب على غزة، لم تعد إسرائيل قادرة على المضي في معركة استنزاف مفتوحة، ولا على التراجع بلا ثمن سياسي. الخيارات تضيق، والضغوط تتصاعد، فيما يقف صانع القرار الإسرائيلي أمام مفترق حاسم: إما اجتياح شامل للقطاع بكلفة باهظة، أو تسوية مشروطة تحفظ ماء الوجه وتحقق إنجازًا سياسيًا يتمثل أساسًا في تحرير الأسرى وتفكيك حماس تدريجيًا.
وثيقة إسرائيلية مسربة، جرى إعدادها في مستويات أمنية وسياسية مختلفة، تكشف ملامح خطة بديلة لما تسميه تل أبيب "اليوم التالي" في غزة.
مبادئ الخطة المقترحة
الخطة تقوم على معادلة بسيطة: وقف الحرب مقابل الأسرى، لكن بشروط إسرائيلية صارمة، أبرزها:
تفكيك حماس ونزع سلاحها على مراحل، مع بقاء السيطرة الأمنية الكاملة بيد إسرائيل.
إقامة إدارة مدنية فلسطينية تكنوقراطية، بعيدة عن حماس، لتسيير شؤون الحياة اليومية.
إنشاء قوة أمنية محلية بديلة، بإشراف مصر والأردن ورقابة أميركية.
الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة شرطًا لإنهاء العمليات العسكرية.
البعد الإقليمي والدولي
تسعى إسرائيل عبر هذه الاستراتيجية إلى تحقيق جملة أهداف إقليمية ودولية:
توسيع مسار التطبيع مع الدول العربية، والبناء على اتفاقيات أبراهام.
تعزيز موقع مصر كلاعب رئيسي في الملف الفلسطيني، مع تقليص أدوار قطر وتركيا.
الدفع باتجاه إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية تمهيدًا لإعادة تمكينها في غزة.
حماية إسرائيل من عزلة سياسية وقضائية دولية قد تترتب على استمرار الحرب أو توسعها.
معضلة نتنياهو
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق تسريبات صحفية، يريد الجمع بين نقيضين:
مواصلة العمليات العسكرية لإظهار الحزم أمام الداخل الإسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، إبقاء باب التسوية مفتوحًا لتحرير الأسرى وفق شروط إسرائيل.
إنه يسعى إلى صياغة "صفقة وهدنة" لكن على مقاسه، بحيث لا يظهر بمظهر من يرضخ لحماس، بل من يفرض عليها واقعًا جديدًا.
الجيش الإسرائيلي بين الحرب والسياسة
التقديرات العسكرية تشير إلى أن السيطرة الكاملة على غزة قد تستغرق شهورًا طويلة وتؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف الجيش. لذلك، يدفع قادة المؤسسة العسكرية باتجاه مزيج من الضغط العسكري والبحث عن أفق سياسي، يتيح لإسرائيل فرض بدائلها تدريجيًا دون الدخول في مستنقع احتلال مباشر.
حماس بين القبول والرفض
الخطة تعرض على حماس صيغة "خذها أو اتركها":
القبول يعني بدء مسار تفكيك تدريجي للتنظيم وتحويله إلى قوة سياسية منزوعة السلاح.
الرفض يعني استمرار الحرب، مع تحميل حماس مسؤولية إطالة أمد النزاع أمام المجتمع الدولي.
إسرائيل أمام خيارين متناقضين:
1. اجتياح شامل ينهك الجيش ويضعها في مواجهة عزلة دولية خانقة.
2. تسوية مشروطة تحقق تحرير الأسرى، وتُضعف حماس، وتمنح إسرائيل إنجازًا سياسيًا يمكن تسويقه داخليًا وخارجيًا.
الوثيقة تكشف أن إسرائيل لا تبحث عن نصر مطلق، بل عن صيغة واقعية تتيح لها الخروج من الحرب بمكاسب ملموسة، وتجنيبها كلفة الاستنزاف الطويل. إنها استراتيجية تقوم على الجمع بين الضغط العسكري والتسوية المرحلية، وعلى توظيف الإقليم والدول الكبرى لصالح مشروع إسرائيلي بحت.
الرسالة المركزية: غزة بعد الحرب لن تعود كما كانت، وحماس لن تبقى كما هي، والملف الفلسطيني سيدخل مرحلة جديدة تُدار وفق منطق القوة وميزان المصالح، لا وفق وعود السلام.








طباعة
  • المشاهدات: 5718
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-08-2025 08:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم