20-08-2025 09:22 AM
بقلم : محمد عاطف خمايسه
أطلق سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، برنامج خدمة العلم ليكون علامة فارقة في مسيرة الوطن نحو إعداد جيل شاب قادر على حمل المسؤولية والمشاركة الفاعلة في التنمية.
هذا الإطلاق لم يكن مجرد إعلان عن برنامج تدريبي، بل رسالة عميقة بأن الشباب هم الاستثمار الحقيقي، وأن الأردن يسير بخطى واثقة نحو بناء مستقبل يقوم على الانضباط والمعرفة والمهارة.
في عام ٢٠٢٦ لا بد من إعادة صياغة برنامج خدمة العلم بقالب وطني عصري فهو مشروع وطني متكامل يجب أن يجمع بين التدريب العسكري الأساسي الذي يعزز قيم الانضباط والالتزام ومهارات أخرى .
فمن المهم جدا لإنجاح هذا البرنامج تطعيمه بالتأهيل المهني والتقني الذي يفتح أمام الشباب أبواب سوق العمل وفق خطة تتوائم مع التدريب العسكري الاحترافي المتخصص .
فالبرنامج فرصة يمكنه أن يتيح للمجندين فرصًا لاكتساب خبرات عملية في مجالات مثل التكنولوجيا، الزراعة الحديثة، الحرف، والقطاع الصحي، بما يواكب حاجات الاقتصاد الوطني ويخفف من معدلات البطالة،فما الذي يمنع من تدريب المكلفين على مهارات عملية متخصصة يتم استثمارها مستقبلاً.
كما يجب أن يسعى البرنامج إلى ترسيخ روح المواطنة من خلال إشراك الشباب المشاركين في البرنامج بالعمل التطوعي وخدمة المجتمع، ليكونوا شركاء حقيقيين في التنمية، يساهمون في المبادرات البيئية والتعليمية والاجتماعية.
ومن أجل تحفيز الشباب، يجب أن يجُهز البرنامج بحوافز عملية تشمل أولوية القبول الجامعي، وتسهيلات في التوظيف، وبرامج ابتعاث وتدريب متخصصة، الأمر الذي يجعل من الخدمة فرصة ثمينة لا يمكن النظر إليها بوصفها واجبًا فقط.
وكم هو مهم ان نطلق منصة وطنية لتوثيق خبرات وتجارب المتدربين واطلاقها على المستوى الوطني للتسويق لمخرجات هذا البرنامج ودمجهم بسوق العمل.
ولتحقيق العدالة فيجب أن لا يغفل البرنامج دور الفتيات، بحيث يفتح لهن مسارات مدنية واجتماعية وصحية وتعليمية، لتكون خدمة العلم إطارًا وطنيًا شاملاً يضم الجميع دون استثناء.
إن إطلاق خدمة العلم من إربد، يحمل دلالة وطنية عميقة، فالأردن بكل محافظاته حاضر في هذا المشروع، والرسالة التي أرادها ولي العهد واضحة: خدمة العلم ليست عبئًا، بل هي فرصة لبناء الذات والمساهمة في نهضة الوطن. إنها استثمار في الشباب، وضمانة لمستقبل أكثر قوة وثباتًا.
محمد عاطف خمايسه
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-08-2025 09:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |