20-08-2025 08:51 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
إنَّ الفضاء الرقمي اليوم يتيح لكل شخص أن يصبح "صانع محتوى"، ولكن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو: ما نوع المحتوى الذي نقدمه؟ ففي سباق محموم نحو الشهرة وجمع الإعجابات، أصبح بعض الأفراد يستغلون أقرب الناس إليهم، من آباء وأمهات وزوجات، ليجعلوهم مادة للسخرية والضحك.
عندما يصبح الاحترام سلعة
لقد كان الأب والأم في ثقافتنا رمزًا للوقار والاحترام، أما الآن فقد تحوّل بعضهم إلى شخصيات كوميدية في مقاطع فيديو تُبث للجميع. هذا السلوك لا يُقلل من شأن الفرد نفسه فحسب، بل ينسف أيضًا أهم القيم التي يقوم عليها مجتمعنا: قيمة الأسرة واحترام كبار السن.
هذا المحتوى السطحي يرسّخ في عقول أبنائنا أن العلاقات الأسرية ليست مقدسة، بل هي مجرد وسيلة يمكن استغلالها لتحقيق مكاسب شخصية. فماذا ننتظر من جيل يرى والديه يمارسان "المسخرة" من أجل الشهرة؟ هل سيتعلمون منهم القيم النبيلة أم أنهم سيعتقدون أن كل شيء قابل للمتاجرة به؟
نظرة على المستقبل
تخيل لو أنك تجلس مع أبنائك بعد سنوات، ويطلبون منك أن تريهم إرثك الرقمي. هل ستكون فخورًا بتلك المقاطع التي تظهر فيها وأنت تستغل عائلتك؟ أم أنك ستتمنى لو أنك لم تنشرها أبدًا؟
إن ما نفعله اليوم يترك بصمة لا يمكن محوها. فالمحتوى الذي يُبنى على الإهانة والاستخفاف بالآخرين لن يخدم الوطن أو الأجيال القادمة. على العكس، هو يساهم في إضعاف النسيج الاجتماعي، ويُفرغ القيم من محتواها، ويُعلم الأبناء أن طريق النجاح لا يمرّ بالجهد والعلم، بل بالبحث عن أسهل الطرق لجذب الانتباه، حتى لو كان على حساب كرامة الآخرين.
إن خدمة الوطن الحقيقية تكمن في بناء جيل واعٍ ومثقف، يحترم نفسه ويحترم الآخرين، ويُدرك أن الإرث الحقيقي هو ما نتركه من قيم وأخلاق، لا من عدد المتابعين أو الإعجابات.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال انور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-08-2025 08:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |