بقلم : أريج صافي
لم تعد الطاولة العائلية كما كانت؛ يجتمع الجميع لكن الأصابع منشغلة بالهواتف أكثر من تبادل الأحاديث. نعيش زمنًا صارت فيه الشاشة أقرب من الوجوه، والرسائل أسرع من الكلمات، حتى كدنا نفقد دفء العلاقات الحقيقية.

المفارقة أننا نقترب تكنولوجيًا ونبتعد إنسانيًا. نعرف أخبار المئات عبر التطبيقات، لكن قد تمرّ أيام طويلة دون أن نسأل عن جارنا أو نشارك أحد أفراد عائلتنا جلسة صادقة. هذه العزلة الرقمية، إذا استمرت، ستخلق أجيالًا تفتقد مهارات الحوار والتواصل، وتجد في “الإيموجي” بديلاً عن المشاعر الحقيقية.

المجتمع بحاجة إلى استعادة توازنه. التكنولوجيا وسيلة، وليست بديلًا عن العلاقات الإنسانية. قد نحتاج لجرأة صغيرة: أن نغلق الهاتف ساعة واحدة على الأقل يوميًا، نجلس مع من نحب، نستمع بصدق، ونضحك بعيدًا عن الكاميرا. تلك اللحظات البسيطة هي التي تبني مجتمعًا متماسكًا، أكثر من آلاف المنشورات على مواقع التواصل.

فالتواصل الحقيقي يبدأ من نظرة، كلمة، أو جلسة صامتة لكنها مليئة بالدفء، لا من إشعار يضيء على شاشة باردة