14-08-2025 09:08 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
لقد أزعجت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تمسك فيها بـ"رؤية إسرائيل الكبرى"، الشعب الأردني. هذه ليست مجرد زلات لسان، بل هي محاولات يائسة لجس النبض، لكنهم يغفلون حقيقة ثابتة: الأردنيون ليسوا لقمة سائغة، والأردن خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
أدانت وزارة الخارجية الأردنية هذه التصريحات بشدة، ووصفتها بـ "تصعيد استفزازي خطير"، واعتبرتها تهديدًا لسيادة الدول ومخالفة صريحة للقانون الدولي. كما أكدت أن "هذه الأوهام العبثية" لن تنال من الأردن أو الدول العربية، ولن تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.
قد يتخيل هؤلاء القادة أنهم يتعاملون مع دولة ضعيفة، لكنهم لا يعرفون حقيقة الأردني الذي يظهر معدنه الأصيل وقت الشدة. ففي كل بيت أردني، يوجد "بسطار وبدلة فوتيك"، ليس فقط كرمز للخدمة العسكرية، بل كعقيدة متجذرة بأن الدفاع عن الوطن مسؤولية جماعية. الأردني هو ابن الصحراء الذي يعرف كيف يحمي أرضه، وهو حفيد الثورة العربية الكبرى الذي يرفض الخنوع، وهو صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الذي لن يفرط بها.
أما عن قيادتنا، فهم يتحدثون عن ملك حياته في الميدان، لا في القصور. ملك خدم في صفوف القوات المسلحة، وترأس العمليات الخاصة، ويعرف كل شبر من هذه الأرض. ملك عاش مع جنوده، ووقف إلى جانبهم، ويعرف تمامًا كيف يوجه جيشه لحماية البلاد. هذه القيادة الميدانية هي التي تمنح الأردنيين ثقتهم، وتجعلهم على أتم الاستعداد لمواجهة أي خطر.
إن الأردن، بقيادته وشعبه وجيشه، ليس مجرد دولة عابرة، بل هو عمود الاستقرار في المنطقة. أي تهديد له هو تهديد للأمن الإقليمي برمته. نقول لهؤلاء القادة إننا لسنا هواة حرب، ولكننا في الوقت نفسه لسنا ممن يرضخون للتهديدات. لا تختبروا صبرنا، ولا تختبروا حقيقة الأردني الذي يدافع عن كرامته وأرضه وقيادته، لأنه في النهاية، ستكونون أنتم الخاسرون.
بقلم: المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-08-2025 09:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |