حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,12 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6252

المهندس مدحت الخطيب يكتب: احتكار الدمعة هكذا عاش الكيان وهكذا روّج نفسه للعالم

المهندس مدحت الخطيب يكتب: احتكار الدمعة هكذا عاش الكيان وهكذا روّج نفسه للعالم

المهندس مدحت الخطيب يكتب: احتكار الدمعة هكذا عاش الكيان وهكذا روّج نفسه للعالم

12-08-2025 08:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس مدحت الخطيب
ضحية أبدية، بكاؤه مقدس، وجراحه لا تُمس. منذ قيامه، أدرك الكيان الصهيوني الغاصب أن البقاء لا يقوم فقط على القوة العسكرية، بل على رواية نسجها وصدرها للعالم تحيطه بهالة الضحية الدائمة.. سردية المظلومية التاريخية كانت سلاحه الأكثر فاعلية، تُسوَّق للعالم بحرفية لسنوات سنوات، حتى تحوّلت إلى حصانة أخلاقية تبرّر جرائمه وتُخمد أي صوت يعارضه.
لكن هذه الرواية الكاذبة بدأت تتصدع بعد السابع من أكتوبر فمع كل صورة تصل من غزة، ومع كل تقرير ميداني يكشف للعالم أن من لعب دور المظلوم لعقود، هو نفسه من يتقن دور الجلاد والقاتل السفاح اليوم.
عندها اتُّخذ القرار، فلم يعد استهداف الصحفيين خيارًا طارئًا، بل صار سياسة ممنهجة يتخذ قرارها المجرم المتعطش للدم والقتل النتن ياهو وعصابته النازية.
نعم إنها حرب على من يكشف الرواية..
فأصبح الصحفي الذي يلتقط بكاء طفل فقد أسرته تحت القصف يهدد روايتهم... والمراسل الذي ينقل بالصوت والصورة مجاعة مخطط لها، ينسف ادعاءاتهم، والصورة الواحدة التي توثق جثة على رصيف غزة، قادرة على محو عقود من التسويق لأسطورة «أكثر جيش أخلاقي في العالم»
دويلة الكيان تعرف أن الرواية هي نصف المعركة، وأن الصورة قد تكون أقوى من الدبابة، لهذا، يصبح القلم والكاميرا أهدافًا عسكرية، تُصنّف ضمن «تهديدات الأمن القومي لديهم».
حين يقتلون المراسل يظنون أنهم يقتلون معه الذاكرة الجمعية للأحداث، وحين يقصفون مقر قناة أو مكتب إعلامي، فهم يتوهمون بإسكات الصوت، بل يريدون أن يُقنعوا العالم أن ما لم يُوثق لم يحدث وكل ما يقال ليس الا من بأب الدعاية والتجني على دفاعهم عن النفس.
نعم غزة حولت هذا الكيان المهزوم من الضحية إلى الجلاد القاتل المجرم وكشفت للعالم حقيقية الأكثر دموية على الإطلاق.
على مدى عقود، مثّل الكيان دور الضحية المتسامحة التي تنهض من تحت الرماد لتبني «ديمقراطيتها» وسط «أعداء متوحشين» من العرب، لكن مشاهد غزة، التي تُبث مباشرة للعالم، أسقطت هذا القناع الكاذب.
اليوم، دويلة المظلومية تقف أمام المرآة، فتجد في انعكاسها وجه جلاد بارد الملامح، يفرض الحصار، ويقصف المستشفيات، ويطارد الصحفيين حتى في ملاذاتهم الأخيرة.
في الختام أقول:
إسرائيل لا تقتل الصحفيين لأنها تخاف من العدسات فقط، بل لأنها تدرك أن صورة واحدة، أو تقريرًا واحدًا، قادر على إسقاط الجدار الأخلاقي الذي بنت عليه وجودها. هي لا تدافع عن حدود جغرافية، بل عن حدود الرواية وحين تخترق هذه الحدود، فإن الرصاصة تُطلق ليس على الجسد فقط، بل على الذاكرة، والتاريخ، والوعي الإنساني نفسه.











طباعة
  • المشاهدات: 6252
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-08-2025 08:47 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم