سرايا - تقع منطقة ساوث هامز في مقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، وتُعد من الوجهات البريطانية التي تجمع بين جمال الطبيعة الريفية، والشواطئ البكر، والقرى التاريخية التي تعبق بأصالة الحياة الإنجليزية. هذه المنطقة الهادئة، التي لا تحظى أحيانًا بشهرة كبرى على خارطة السياحة العالمية، تُخفي في طيّاتها تجارب لا تُنسى لعشاق الطبيعة، والتاريخ، والهدوء. سواء كنت تبحث عن الاسترخاء على شاطئ رملي، أو التنزه في مسارات خضراء بين التلال، أو استكشاف أسواق المزارعين، فإن ساوث هامز تقدم لك كل ذلك بروح محلية أصيلة.

الريف الساحر ومسارات المشي الخلابة تُعرف ساوث هامز بمساحاتها الريفية الشاسعة وتضاريسها المتنوعة التي تمتد من التلال الناعمة إلى الساحل المتعرج. تضم المنطقة جزءًا من منتزه دارتيمور الوطني، وهو مكان شهير بين محبي المشي لمسافات طويلة وعشاق الطبيعة البرية. الممرات هناك تأخذ الزائر في رحلة بين المروج المفتوحة، والصخور الجرانيتية، والأنهار المتدفقة. وعلى طول الساحل الجنوبي، يمتد "الممر الساحلي الجنوبي الغربي" الذي يعد من أجمل مسارات المشي في أوروبا، حيث تمر الرحلة عبر منحدرات تطل على المحيط الأطلسي، وشواطئ خفية، وقرى صيد تقليدية مثل سالكومب وهوب. كل خطوة في هذه المسارات تكشف عن مشهد طبيعي مختلف وهدوء بعيد عن صخب المدن.


سالكومب وتوتنيس: مدن صغيرة بروح كبيرة من أبرز بلدات ساوث هامز مدينة سالكومب الساحلية، التي تُعرف بأجوائها البحرية الراقية واليخوت الراسية على موانئها الهادئة. المدينة تحتفظ بجاذبيتها كمكان للراحة والأنشطة البحرية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالإبحار، وصيد الأسماك، أو مجرد التمتع بغروب الشمس من المقاهي المطلة على الماء. أما مدينة توتنيس، فهي تقدم تجربة مختلفة تمامًا، إذ تُعد مركزًا ثقافيًا وفكريًا نابضًا بالحياة. تنتشر فيها المحلات المستقلة، والمقاهي العضوية، وأسواق المزارعين الأسبوعية التي تعكس التزام السكان المحليين بالاستدامة والحياة الصحية. كل زاوية من توتنيس تروي قصة عن التقاليد، والفنون، والطابع المجتمعي القوي الذي يميز البلدة.

الشواطئ الهادئة ومواقع التخييم الساحلية بالرغم من أن ديفون بأكملها مشهورة بشواطئها، إلا أن ساوث هامز تتميز بمجموعة من الشواطئ الهادئة التي لا تزدحم حتى في ذروة الصيف. من شاطئ بلاكبول ساندز المذهل، إلى شاطئ بانتسام المريح، تتنوع الخيارات أمام الزائرين الباحثين عن الاستجمام. المياه هنا صافية وتصلح للسباحة أو ركوب الكاياك، بينما تمتد الرمال الناعمة تحت ظلال التلال الخضراء. أما لمن يبحث عن تجربة أقرب للطبيعة، فتوفر المنطقة مواقع تخييم مطلة على البحر، يمكن فيها قضاء الليل تحت النجوم على وقع صوت الأمواج. هذا المزج بين البساطة والهدوء يجعل من ساوث هامز وجهة مثالية للهروب من زحمة الحياة الحديثة.

في نهاية المطاف، تقدم ساوث هامز تجربة سياحية هادئة، راقية، وطبيعية بعيدًا عن صخب الوجهات المعروفة. إنها منطقة تُعيد تعريف معنى الاستجمام، وتُقدم نموذجًا متكاملًا للعيش في تناغم مع الطبيعة، حيث لا حاجة للسرعة أو التوتر، بل فقط الاستمتاع بكل لحظة في حضن الريف والبحر. زيارة إلى ساوث هامز ليست فقط رحلة إلى مكان جميل، بل دعوة لتهدئة الإيقاع وإعادة التواصل مع بساطة الحياة.