09-08-2025 09:52 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
أثارت الانتقادات اللاذعة التي وجهها الإعلامي هاشم الخالدي مؤخراً لوزارات الصحة، السياحة، والشباب عاصفة من الجدل، ووضعت هذه الوزارات أمام تحدٍ حقيقي للإجابة عن تساؤلات ملحة تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر. لم تكن هذه الانتقادات مجرد كلام عابر، بل كانت بمثابة إشارات حمراء إلى ملفات ساخنة تحتاج إلى تدخل فوري وإصلاحات جذرية.
أولاً: وزارة الصحة.. معاناة في قوائم الانتظار
تتركز الانتقادات الموجهة لوزارة الصحة على بطء الأداء والخدمات التي لا ترتقي لتطلعات المواطنين. يشير الخالدي إلى النقص الحاد في الكوادر الطبية في بعض المستشفيات الحكومية، خاصة في المناطق النائية، مما يؤدي إلى تراجع جودة الرعاية الصحية. كما يسلّط الضوء على قوائم الانتظار الطويلة التي تُشكّل عبئاً نفسياً ومالياً على المرضى.
ثانياً: وزارة السياحة.. كنوز مهملة وإنفاق يثير الجدل
كان لوزارة السياحة نصيبها من الانتقادات، حيث يرى الخالدي أن الوزارة لم تستثمر إمكانات المملكة السياحية الهائلة بشكل فعال. يشير إلى ضعف خطط التسويق السياحي، والبنية التحتية المهملة في العديد من المواقع الأثرية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخدمات السياحية الذي يجعل السياحة الداخلية حلماً بعيد المنال.
وقد أثارت المعلومات التي نشرها الخالدي حول إنفاق الوزارة على مؤتمر أُقيم في إيطاليا جدلاً واسعاً، حيث أشار إلى أن الوزارة أنفقت ما يقارب 1.9 مليون دينار على مؤتمر لم تتجاوز مدته أسبوعاً واحداً.
ثالثاً: وزارة الشباب.. طاقات معطلة وفرص ضائعة
وفيما يتعلق بوزارة الشباب، فإن الانتقادات تُلامس قضية جوهرية تتعلق بمستقبل الشباب الأردني. يوضح الخالدي أن الوزارة لا تقدم الدعم الكافي للمبادرات والمشاريع الشبابية، مما يحد من إبداعاتهم وقدرتهم على الابتكار. كما يؤكد على غياب برامج التأهيل والتدريب الفعالة التي تُسهم في حل مشكلة البطالة المتزايدة بين الشباب.
نصائح وتوصيات للخروج من الأزمة
للخروج من هذه الأزمات، يقدم الخالدي مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تُشكل خارطة طريق للإصلاح:
* لوزير الصحة: نصح الخالدي وزير الصحة بضرورة فتح مكتبه أمام المواطنين وتشكيل لجنة دائمة للاستماع إلى همومهم وملاحظاتهم بشكل مباشر، بدلاً من الاكتفاء بالتقارير الرسمية.
* لوزير السياحة: طالب الخالدي وزير السياحة بلقاء جميع الأطراف المعنية بقطاع السياحة، من أصحاب المكاتب والفنادق والمنشآت السياحية، للاستماع إلى مشاكلهم واقتراحاتهم وتفعيل الشراكة معهم.
* لوزير الشباب: وجه الخالدي رسالة إلى وزير الشباب يدعوه فيها إلى تفعيل دور الشباب من خلال دعم مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، وتوفير برامج تدريب مرتبطة باحتياجات سوق العمل، ليكونوا جزءاً فاعلاً في التنمية الاقتصادية.
في الختام، تُعد هذه الانتقادات بمثابة جرس إنذار للحكومة، فهل ستستجيب الوزارات المعنية لهذه المطالب وتعمل على معالجة هذه الملفات الساخنة بشفافية ومسؤولية؟ إن الأردنيين يترقبون إجابات واضحة، فالثقة في المؤسسات العامة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى التزامها بالمساءلة في كل قرش يُنفق من خزينة الدولة.
حفظ الله الأردن والهاشميين
المتقاعد العسكري
نضال أنور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-08-2025 09:52 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |