06-08-2025 08:45 AM
بقلم : الدكتور محمد الهواوشة
في كل مرة يُطرح فيها الحديث عن تعديل وزاري، تتجه أنظار الأردنيين إلى الشاشات والتسريبات، ويبدأ سباق الأسماء والترشيحات، ثم لا يلبث الحلم أن يصطدم بجدار الواقع: تدوير للمواقع، وترقيع في الوجوه، وإعادة إنتاج للأزمة!
اليوم، ومع حديث جعفر حسان عن تعديل وزاري مرتقب، يتجدد السؤال المشروع: هل نحن أمام تعديل شكلي جديد يُراعي التوازنات والمصالح والترضيات؟ أم أننا سنشهد تحولًا جذريا في طريقة اختيار الوزراء، نستدعي فيه الكفاءات الحقيقية القادرة على قيادة ملفات حساسة في ظل ما نواجهه من ضغوط اقتصادية واجتماعية وسياسية من كل حدب وصوب؟
لم تعد المسكنات تنفع، البلد بحاجة إلى جراحة دقيقة
المرحلة التي نمر بها لا تحتمل المجاملة ولا المحاباة. نحن بحاجة إلى رجال دولة، لا وجوه محفوظة بلا أثر. نريد وزراء يخرجون من مكاتبهم إلى الشارع، يستمعون للناس، يشعرون بهم، ويعملون معهم لا فوقهم. نريد وزراء أصحاب قرار، لا موظفين ينتظرون التعليمات.
الاقتصاد يئن، البطالة تنهش شبابنا، الفقر يتوسع، والثقة بالحكومات تتآكل. فهل لدينا ترف الوقت لتجريب الفاشلين من جديد؟ وهل يمكن أن نقبل بعد اليوم أن تُدار ملفات بهذا الحجم بعقليات بيروقراطية لا تملك الرؤية ولا الشجاعة؟
رسالة إلى من بيده القرار: الشعب تعب... والوطن لا يحتمل المزيد
كفى! كفى تدويرا، كفى ترضيات، كفى تجاهلاً لقدرات الأردنيين في الداخل والخارج. كفاءاتنا موجودة، لكنها مهمّشة، مغيّبة، محاصرة. فإلى متى يستمر تهميشهم لصالح أصحاب العلاقات والمجاملات؟
إن الرأي العام اليوم أكثر وعيا من أي وقت مضى. ولم يعد يمر عليه تغيير العناوين بينما المضمون ثابت. نريد حكومة فعّالة، لا حكومة علاقات عامة. نريد وزراء أصحاب حلول، لا وزراء بيانات وتصريحات.
الكرة الآن في ملعب صانع القرار
إن كان هناك نية حقيقية للإصلاح، فالتعديل القادم يجب أن يكون نقطة تحوّل لا نسخة مكررة من خيبات الماضي. المطلوب هو حكومة كفاءات وطنية، مستقلة، شجاعة، تعمل ببرنامج واضح، وتُحاسَب على أساسه. حكومة تُخاطب الشعب بصدق، وتُصارحه لا تُخدّره.
فهل نملك الجرأة للقيام بذلك؟
هل سنشهد صحوة سياسية طال انتظارها؟
أم سنبقى نراوح مكاننا حتى تنفجر الأزمات دفعة واحدة في وجه الجميع؟
الرأي العام ينتظر، لكن صبره لم يعد طويلاً... فاحذروا غضب الصامتين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-08-2025 08:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |