سرايا - وزارة الصحة في غزة تُحذّر من ارتفاع حاد في حالات متلازمة غيلان باريه: "كارثة صحية تلوح في الأفق"
أصدرت وزارة الصحة في غزة تحذيرًا عاجلًا من تزايد حاد في عدد حالات الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، لا سيما بين الأطفال، وسط تفاقم أوضاع القطاع الصحية والإنسانية بفعل حصار الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصل.

وأكدت الوزارة أن هذا الارتفاع مرتبط بتدهور مستويات التغذية وانتشار العدوى، في ظل نقص حاد في الأدوية والعلاجات الضرورية، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة تهدد حياة آلاف المدنيين.

وفي بيان صادر عن صحة غزة ربطت الوزارة هذا الارتفاع غير المسبوق بإصابات غير معتادة وسوء تغذية حاد يطال شرائح واسعة من السكان. وجاء التحذير عقب وفاة ثلاثة أشخاص نتيجة الإصابة بهذا الاضطراب العصبي النادر، بينهم طفلان دون سن الخامسة عشرة، لم يكن من الممكن إنقاذ حياتهم بسبب غياب العلاجات الطبية الضرورية.

وأظهرت الفحوصات وجود فيروسات معوية مختلفة عن فيروس شلل الأطفال، ما خلق بيئة خصبة لتفشي الأمراض المعدية دون رقابة أو تدخل طبي.

وشددت الوزارة على أن هذه الوفيات المأساوية تُعد نتيجة مباشرة لحصار الاحتلال "الإسرائيلي" المستمر، والذي يقوّض بشكل حاد القدرة على الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة.

اضطراب مناعي
ومتلازمة غيلان باريه هي اضطراب مناعي نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي الأعصاب الطرفية. تبدأ أعراضه عادةً بتنميل وضعف في الساقين والقدمين، وتتطور صعودًا نحو باقي الجسم. وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي إلى شلل كامل ومضاعفات تهدد الحياة مثل فشل الجهاز التنفسي، ما يستدعي استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي. كما قد تتسبب في اضطرابات في نبضات القلب وضغط الدم، وآلام عصبية، ومشاكل في السيطرة على المثانة والأمعاء.

حالة طبية طارئة
وبحسب عيادة "مايو" الأمريكية، تُعد متلازمة غيلان باريه حالة طبية طارئة تتطلب الدخول الفوري إلى المستشفى، حيث إن التدخل المبكر يُحسّن بشكل كبير فرص الشفاء التام.

وحذّرت وزارة الصحة في غزة من أنه ما لم يتم توفير دعم دولي عاجل، يشمل إدخال الأدوية الأساسية ورفع الحصار، فإن المتلازمة وأمراضًا معدية أخرى قد تنتشر على نطاق واسع، ما سيؤدي إلى كارثة صحية عامة.

وختمت الوزارة بيانها بالتأكيد: "هذه ليست مجرد حالات وفاة، بل جرس إنذار ينذر بكارثة وبائية وشيكة".