سرايا - واصل السباح التونسي أحمد الجوادي تألقه اللافت في بطولة العالم للألعاب المائية المُقامة في سنغافورة، بعدما توج بذهبية سباق 1500 متر سباحة حرة، مُسجلًا زمنًا قدره 14:13.41 دقيقة، ليؤكد مكانته كأحد أبرز نجوم السباحة العالمية في المسافات الطويلة.

هذا التتويج الذهبي هو الثاني للجوادي (20 عامًا) في البطولة، بعد فوزه قبل أيام بذهبية سباق 800 متر سباحة حرة، محققًا فيه ثالث أسرع زمن في تاريخ السباق. بذلك يثبت النجم التونسي أنه تجاوز مرحلة الشك التي لاحقته بعد أولمبياد باريس 2024، حين اكتفى بالمركز الرابع في سباق 800 متر والسادس في سباق 1500 متر

وشهد سباق 1500 متر منافسة قوية، حيث جاء الألماني سفين شفارتز في المركز الثاني بزمن 14:35.69 دقيقة، متأخرًا بفارق أكثر من 22 ثانية عن البطل التونسي، فيما حل الأميركي بوبي فينك ثالثًا بزمن 14:36.60 دقيقة.

وفي تصريحاته بعد السباق، تحدث الجوادي بصراحة عن المعاناة الذهنية والبدنية التي مر بها، قائلًا:
"معاناة كبيرة وكثير من الألم. كنت أدرك بأن الجميع سيعانون والجميع سيشعرون بالألم. لم أكن الوحيد، حاولت فقط أن أكون الأقوى من الناحية الذهنية."
وأضاف:
"شعرت بالألم في جميع أنحاء جسدي، لكني كنت مصممًا على إحراز هذه الميدالية. السباق كان قويًا، والجميع قدموا مستوى رائعًا، لكني كنت مستعدًا ذهنيًا لهذه اللحظة."

ويُذكر أن الجوادي كان قد كشف عقب تتويجه بذهبية 800 متر أنه أمضى شهورًا في محاربة الاكتئاب بعد خروجه من أولمبياد باريس دون ميدالية، مؤكدًا أن الأداء في سنغافورة أعاد له الثقة وأثبت أنه قادر على اعتلاء القمة.

انتصار الجوادي ليس فقط إنجازًا شخصيًا، بل هو فخر لكل العرب، ورسالة واضحة بأن الأبطال يُصنعون من الإرادة قبل الميداليات.