بقلم : علي الدلايكة
عندما تكون قيادي سياسي في ظرف دقيق وحرج ومفصلي عليك ان تتسم بالواقعية والاتزان وان تسمي الامور بمسمياتها وان اردت ان تستعطف المستمع لحديثك عليك ان تكون اكثر دقة لكي تحقق هدفك وغايتك المنشودة والتي يجب ان لا تخرج عن المألوف من الحديث والغاية وان لا تكون سبب في اثارة او استفزاز لمشاعر الغير وتكون سبب في احداث ردود افعال غير محسوبة قد لا تتوقعها نتيجة ضيق الافق السياسي والاستراتيجي وان لا تشير الى تدخل في شؤون الغير من قريب ولا من بعيد ...
ما يجري على ارض الواقع سياسيا وانسانيا من قبل الدولة الاردنية تجاه الاشقاء في غزة يشهد له القاصي قبل الداني وهو محط اهتمام عظيم وكبير من قبل جلالة الملك والدولة الاردنية بكل وضوح وشفافية وهو معلن للجميع وكل منصف وحر وشريف يلمس آثاره الايجابية على الارض وان كان وكما قال جلالته انه غير كافي ولاسباب خارجة عن الارادة والمستطاع ولكن الجنود تترى في هذا الجانب الانساني والاخلاقي ...
عليك ان تعي ان الاردن هو الشريان الوحيد الذي يغذي الاهل في غزة وهو حريص على استدامة هذا الشريان ينبض بما تيسر واستطاع من خلال ما يقدمه من عمل انساني عظيم انضم اليه وعززته العديد من الدول اخيرا وهو قابل للمزيد مما يمكن ان يقدم ويوفر ما يحتاجه الاهل في غزة فهل يعقل ان تدفع بما تقول لسد هذا الشريان وهل اصبحت هي غاية!!!!!
لقد سئمنا هكذا احاديث وهكذا نكران وهكذا شطط في الحديث مع انك وغيرك يعلم اننا لن نتخلى عن واجبنا الاخلاقي والسياسي والديني في ذلك واننا لم نتعود ان نحاسب او نعامل شعب باكمله نتيجة سقطة من سقطات البعض الغير محسوبة وهفواتهم الغير مقبولة وشيطنتهم للاحداث...
قلناها مرارا وتكرارا وبما تحتمل من معنى واقعي وحقيقي راسخ بعيدا عن اية اعتبارات او حسابات قد تكون في ذهن البعض اننا شعب واحد مش شعبين وعلى هذا الاساس وما يعني كانت وما زالت وستبقى جهود الدولة الاردنية السياسية والانسانية بقيادة جلالة الملك تعمل من اجل انهاء هذة المعاناة وهذا الصلف الاسرائيلي....
خليل الحية على هونك وعليك الرفق بابناء شعبك اشقاؤنا في غزة بان تعظم الجهود والمواقف وان تجمع ولا تفرق سيما واننا نشاهد زخم دوليا غير مسبوق داعما لاهلنا في غزة سياسيا وانسانيا يجب الاستثمار فيه وتعزيز بقائه وديمومته وهذا يستدعي اللباقة في الطرح والحديث فلا يستوي الحديث ووصف المساعدات والانزالات بانها هزلية وفي ذات الوقت التي تعلن فيه العديد من الدول مشاركتها الاردن في ذلك هذا عدا عن ما قد يكون له من تأثيرات على المواقف السياسية لدى البعض انت والشعب الغزي ونحن بغنى عنها فليسعد القول ان لم يسعد الحال...
لقد وصل الحال لاهلنا في غزة وكما وصفه جلالة الملك في لقائه الاخير المستشار الالماني الى ما يصعب وصفه من هول وفظاعة الاحداث وهذا يتطلب رص الصفوف وتناسق المواقف والعمل بروح السؤولية الاخلاقية والانسانية بعيدا عن التخندقات والاصطفافات والتي لم تجلب لنا الا الهوان والتشتت وهذا ما يدفع ثمنه اهلنا في غزة وفي فلسطين عموما