30-07-2025 09:51 AM
سرايا - أعاد المواطن علي الطرمان الخالدي عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، منشورًا مؤثرًا ومتداولًا يتناول جانبًا مسكوتًا عنه من العادات الاجتماعية في الأردن، تحديدًا الولائم التي تُقام في بيوت العزاء، وما تسببه من عبء نفسي ومادي على ذوي المتوفى، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، وتغييب لقيمة العزاء الحقيقية.
المنشور المتداول والذي أعاد الخالدي نشره "لأهميته"، يسرد تجربة شخصية مؤثرة لأحد المواطنين، حيث توفي والده مساء أحد الأيام، وبينما انشغل إخوة المتوفى بتفاصيل الغُسل والدفن، انشغل هو بـ"تجهيز طعام الغداء"، الذي تحوّل إلى هَمّ رئيسي طغى حتى على لحظة الوداع الأخيرة.
ويقول المواطن: "بينما كنت أركض بين الطباخ والمطبخ والمستلزمات، تم دفن والدي دون أن ألقي عليه نظرة الوداع الأخيرة.. لم أكن في المقبرة، بل كنت أجهز الطعام للمعزين."
ويضيف: "شاهدت في المقبرة من يدخّن، ومن يضحك، ومن يتحدث بهاتفه، وآخرون غادروا مباشرة إلى صيوان العزاء حيث الطعام هو المقصد الأساسي لدى البعض."
ويسرد المواطن بأسى تفاصيل العزاء: من تجهيز 75 منسفًا موزعة على الرجال والنساء، إلى تقديم أفخر أنواع القهوة والتمر والمياه، إلى تعليقات المعزين على نوع الجميد واللحم ودرجة نضج الطعام، بل وصل الأمر إلى همسات وانتقادات حول الطباخ وجودة الرز والماء.
ويؤكد صاحب القصة أن التكلفة الإجمالية للعزاء بلغت عشرة آلاف دينار، موزعة على الإخوة الثلاثة، دون حساب الإرهاق النفسي والتعب الجسدي الذي استمر لثلاثة أيام، لم يذوقوا فيها طعم النوم.
وفي ختام المنشور، يطرح المواطن أسئلة مؤلمة: "هل هذه المصاريف تُعد حسنة عن روح المتوفى؟ وهل تقبل عند الله؟ أم أننا أسرى لعادات ومظاهر اجتماعية أرهقتنا دون فائدة حقيقية؟"
ويطلق تساؤله بصوت عالٍ: "ألا يوجد من يصرخ: كفى بذخًا في بيوت العزاء."
ويأتي نشر هذه القصة وسط دعوات متزايدة لإعادة النظر في بعض التقاليد الاجتماعية التي تثقل كاهل الأسر المفجوعة، وتحوّل مراسم العزاء من لحظة مواساة إلى مشهد من التكاليف والشكليات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-07-2025 09:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |