28-07-2025 01:55 PM
سرايا - مع انتهاء مرحلة الثانوية العامة، يجد آلاف الطلاب أنفسهم أمام مفترق طرق حاسم في حياتهم. فالقرار الذي يتخذونه بشأن تخصصهم الدراسي لا يؤثر فقط على سنواتهم القادمة، بل يرسم مسار مستقبلهم المهني والاجتماعي. ولكن، كيف يمكن اتخاذ القرار الأفضل في ظل التوتر، وتعدد الخيارات، وضغوط الأسرة والمجتمع؟
القرار الصائب يبدأ من الداخل. على الطالب أن يسأل نفسه: ما المواد التي أحببتها أكثر خلال المدرسة؟ ما المهارات التي أمتلكها؟ هل أفضّل العمل مع الناس، الأرقام، أم الآلات؟ ما القيم التي أؤمن بها كالاستقرار، أو الإبداع، أو خدمة المجتمع؟ فهم الذات هو أساس الاختيار الصحيح. كثير من الطلاب يقعون في فخ "تخصص القمة" أو التخصصات التي تفرضها العائلة دون أن تتوافق مع قدراتهم أو اهتماماتهم.
من الضروري أيضًا النظر إلى واقع سوق العمل. في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة، ظهرت تخصصات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وعلوم البيانات. كما أن التخصصات التقليدية مثل الطب، الهندسة، والقانون، ما زالت مطلوبة، ولكن في ظل منافسة شديدة. لذلك، يجب على الطالب أن يطلع على التقارير الحديثة، ومواقع التوظيف، وأن يتحدث مع خريجين وأصحاب خبرة لفهم طبيعة كل مهنة وفرصها المستقبلية.
ولا ينبغي التردد في طلب المساعدة. يمكن للمرشدين الأكاديميين أو النفسيين أن يقدموا اختبارات مهنية تساعد في اكتشاف التخصص الأنسب. كما أن الحديث مع طلاب جامعيين يدرسون بالفعل يمكن أن يعطي صورة أوضح عن طبيعة الدراسة والتحديات اليومية.
من المهم أيضًا ألا يكون المعدل الدراسي هو العائق الرئيسي في وجه الطموح. كثير من الطلاب يشعرون بالإحباط إن لم يحصلوا على المعدل الذي يؤهلهم لدخول تخصص بعينه، لكن الواقع أن النجاح لا يقتصر على مجال معين. فالعالم اليوم يحتاج إلى المبرمج، والمعلم، والفنان، والطبيب، والحرفي الماهر. المهم أن تكون متميزًا في مجالك، لا أن تختار تخصصًا لأجل لقبه فقط.
إن اختيار التخصص الجامعي هو قرار شخصي ومسؤولية كبيرة. تأكد من أنه نابع من رغبتك، مدروس من جميع الجوانب، ومتوازن بين الشغف والواقع. فالمستقبل لا يُبنى بقرار عشوائي، بل بخطوة واعية تبدأ من هنا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-07-2025 01:55 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |