حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,28 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8891

عبد الهادي راجي المجالي يكتب: صلاة ..

عبد الهادي راجي المجالي يكتب: صلاة ..

عبد الهادي راجي المجالي يكتب: صلاة ..

28-07-2025 09:35 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
.... كل جمعة أذهب للصلاة، حين بدأتها كنت طفلا، أجلس في اخر الصف..أركع برشاقة، وأسجد برشاقة أكثر..وأصلي تحية المسجد والسنن.

حين أصبحت شابا، صار من وظائفي أن أعتني بكبار السن، فمن الممكن أن أغير مكاني أثناء الخطبة، كي يأتي رجل ما أو شيخ وقور ليجلس بجانب الحائط ويسند ظهره...كانوا يقولون لي: ( الله يرضى عليك عمي).

مرت الأيام وخطبة الجمعة واحدة لم تتغير، وتعددت الوظائف أيضا..صار منها مثلا: إحضار كرسي جاري (أبو محمود)، "ياما" فقد أبو محود الكرسي الخاص به، و"ياما" بحثت عن كرسيه!!، المشكلة أنه لايرضى بالبديل، وكان يقول لي دوما: ( عمي الكرسي تاعي ازرق)، وأمضي الوقت باحثا عن كرسي (أبو محمود).

من وظائفي أيضا، زجر الأطفال الذين يتهامسون، أثناء الخطبة..كان يكفي أن أرفع إصبعي وأضعه على فمي وأقول لهم: (بس عمو)...فيغادرون إلى زاوية أخرى.

لدي فلسفة أيضا في الصلاة، أن لا أمنح متسولة أو متسولا (بريزة) أو حتى قرشا..هم يجلسون في الخارج ينتظرون أن نمنحهم النقود ولا نعرف هل قاموا بأداء الصلاة أم لا، وكل واحد منهم يستولي على مكان بجانب الباب، ونحن من نصلي...والمشكلة أنهم يدعون لنا، ذات مرة قال لي واحد منهم: ( الله يبعد عنك بنات الحرام وأولاد الحرام )... أعطيته سيجارة لم أكن أحمل مالا.

هذه الجمعة، حين ذهبت للصلاة..أحسست بشيء قد تغير، وجدت مكانا ضيقا في زاوية المسجد، وحاولت الجلوس، متخففا من عناء الكرش، وطول (الدشداشة) التي أرتديها، وحين نادى الشيخ للصلاة، وضع أحد الشباب لي كرسيا، كي أصلي عليه...فوجئت بأني أقف في صف كبار السن، ومن يعانون من (الدسك) وإصابات القدم...لقد وضعوا لي كرسيا في الصلاة، وأنا جلست عليه..وبجانبي كان يجلس (ابو محمود ) جاري...لقد كبرنا يا أبا محمود.

الجمعة التي عبرت، أحسست فيها بالعمر...أحسست أني كبرت بما يكفي... أو لنقل أحسست بأني لم أعد ذاك الشاب، أعذروني على الغياب...ليس جسمي وحده من هرم، لقد هرمت معه المقالات أيضا.











طباعة
  • المشاهدات: 8891
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-07-2025 09:35 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم