28-07-2025 08:29 AM
بقلم : د . ناديا نصير
في زحمة الضوضاء، وتراكم المتاعب، وتناسل الأخبار السلبية، يصبح الحفاظ على الطاقة الإيجابية ضربًا من الخيال ، لكن الأمر ليس كذلك فالإيجابية ليست إنكارًا للواقع أو تغافلًا عن الألم، بل هي فنّ اختيار الزاوية التي ننظر من خلالها الى الحياة، وتوجيه الانتباه لما يمنحنا الدفء الداخلي لا ما يستنزفنا.
الطاقة الإيجابية لا تعني أن تكون كل أيامنا مشرقة، بل أن نخبىء نورًا ضئيلًا بداخلنا، يضيء لنا الطريق في اللحظات المعتمة.
إنها القدرة على التقدير، الشكر، التحمُّل، والبحث عن الدروس لا عن الندوب، وقد أثبتت دراسات علم النفس الإيجابي أن الأشخاص الذين يمتلكون رؤية متفائلة وإيجابية تجاه الحياة، يتمتعون بصحة جسدية ونفسية أفضل، وينجحون في بناء علاقات أقوى، ويتعافون من الأزمات بسرعة أكبر.
لكن السؤال هو ، كيف نبني هذه الطاقة وسط عواصف الحياة؟
السر لا يكمن في الخارج، بل يبدأ من الداخل. حين نمارس الامتنان كل صباح، ونستبدل كلمة “لماذا يحدث لي هذا؟” بـ “ماذا يمكن أن أتعلم من هذا؟”، نكون قد أعدنا برمجة وعينا ليرى النور بدلًا من الظلام. فالأمر لا يحتاج إلى معجزة بل إلى وعي.
التفكير الإيجابي لا يعني أن ننكر الألم، بل أن نمنع الألم من أن يصبح هوية، أن نقول لأنفسنا: “أنا أتألم، لكنني لست هذا الألم.” وهنا يأتي دور التغذية العاطفية " محيط داعم، كلمات طيبة، هوايات محبّبة، تواصل مع الذات، ووقت مخصّص للروح قبل الجسد" .
وقد نندهش حين ندرك أن الطاقة الإيجابية مُعدية؛ تسرقنا من الاكتئاب، وتنقلنا من دور الضحية إلى دور القائد فابتسامة في وجه عابر، مساعدة بسيطة لشخص محتاج، أو حتى نكتة نرويها في لحظة توتر، كلها تفجّر موجات إيجابية تمتد أبعد مما نتصوّر.
في نهاية اليوم، الإيجابية ليست شعارًا نعلّقه على الحائط، بل قرارًا نعيشه بتفاصيلنا الصغيرة: في كيف نبدأ صباحنا، كيف نرد على الإساءة، وكيف نربّت على أرواحنا حين تتعب لا أن ننتظر الظروف لتصبح مثالية لتمنح أنفسنا الحق في الإشراق… أنت تستحق أن تشرق، رغم كل شيء.
د . ناديا محمد نصير / أخصائية العلاج النفسي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-07-2025 08:29 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |