حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,25 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 10830

محمد يونس العبادي يكتب: الفكرة العربية التي آمن بها الأردن

محمد يونس العبادي يكتب: الفكرة العربية التي آمن بها الأردن

محمد يونس العبادي يكتب: الفكرة العربية التي آمن بها الأردن

22-07-2025 12:43 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
هذه الفكرة هي وحدة سوريا الكبرى (بلاد الشام) وهي فكرة بقيت تتردد منذ عقود، ولغاية الآن، ونحن نستذكر هذه الفكرة نستذكر ذكرى استشهاد الملك المؤسس الذي آمن بأن شرقي الأردن هي نقطة الانطلاق لتأسيس المشروع العربي، واستعادة المملكة العربية السورية، وأراد من هذه الفكرة أن تكون الدولة الأردنية حجر الزاوية في ترسيخ فكرة الثورة العربية الكبرى.

فقبل أن يجتمع الملك المؤسس بوزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل في القدس (آذار 1921م) كان قد استبق هذا الاجتماع برسالة حملها إليه عوني عبد الهادي أول رئيس للديوان الأميري وتولى العديد من المناصب فيما بعد.

الرسالة ذات أهمية تاريخية حيث شرحت الحالة الحاضرة في المنطقة العربية ، ومما جاء فيها: "إن رغائب العرب.. نيل الحرية والاستقلال في بلادهم السورية والفلسطينية والعراقية، إنهم يطلبون أن يكون لهم حق الحياة في بلادهم، ولا يكون هذا الحق إلا إذا كانوا أحرارًا فيها، ولا يكونوا أحرارًا إلا إذا كان لهم حق تأسيس الحكومات التي يرغبونها لهم ويرونها صالحة لتحقيق سعادتهم في المستقبل".

الرسالة شرحت حال العرب، وما لحق بهم من جور بعد الحرب العالمية الأولى، بقولها: "لا يوجد اليوم في جميع البلاد العربية الواسعة المنسلخة عن تركيا حكومات متمتعة بهذا الحق، خصوصًا بعد تجاوز الفرنسيين على الشام وحلب وحمص حماة ودولهم إليها ظلماً وعدوانًا، اللهم إلا هذه البلاد الواقعة في شرق الأردن".

ويشرح الملك المؤسس أسباب قدومه إلى شرقي الأردن، قائلًا: "وإني جئت إلى هذه البلاد التي تتمتع وحدها بحكومة وطنية تحت سيادة أخي الملك فيصل، فإنه من البديهي أنّ العرب لا يمكنهم أن يتخلوا عن المطالبة بحقوق سائر البلاد المغصوبة بجميع ما لديهم من الوسائط".

تختم الرسالة بالقول: "إننا لا نزال نطمئن... إلى مناصرة بريطانيا العظمى ووفائها للعهدود المقطوعة لجلالة والدي الملك، رغبة منها في تحقيق السلم والطمأنينة في الشرق كله".

وقد قام عوني عبد الهادي بتسليم الرسالة إلى تشرشل في القاهرة والتي مهدت فيما بعد إلى لقاء القدس (اتفاق القدس)، وهو لقاء حمل وعدًا بريطانيًا إلى الملك المؤسس بأن تقوم بريطانيا بالحديث إلى الفرنسيين بشأن استعادة المملكة العربية السورية والمساعدة في إقامة دولة عربية مستقة بالمشرق العربي.

لكن الظروف وما حمله الانتداب فيما بعد من مشاريع تجزئة ما زالت مستمرة على مدى أكثر من مئة عام حالت وما زالت تحول دون تحقيق هذه الفكرة.

ونحن على أبواب مرور أكثر من مئة سنة على اتفاقية سايكس بيكو نجد أن المنطقة أمام مشروع تقسيم المقسّم، وإن كنا نلعن ونلوم هذا التاريخ فنحن أمام مشروع هيمنة لعينة تجعلنا نترحم على تاريخ قذفناه في سواد الأيام. إن الذين يقتلون فكرة العروبة، هم الذين قتلوا دعاتها وعلى رأسهم الملك المؤسس ومن معه من آل البيت (الملك فيصل الثاني) ملك العراق وهم ما زالوا يعيشون بين ظهرانينا، إن العروبة التي آمن بها الأردن وقيادته عز وجودها في أي مكان آخر ومواقف الأردن شاهد ودورها الموصول باق إلى اليوم بجانب القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.











طباعة
  • المشاهدات: 10830
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-07-2025 12:43 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم