حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,25 يوليو, 2025 م
  • الصفحة الرئيسية
  • كُتاب سرايا
  • نضال انور المجالي يكتب: رد على سؤال الأستاذ هاشم الخالدي: الجولات الميدانية لدولة الرئيس الدكتور جعفر حسان بين الواقع والمأمول
طباعة
  • المشاهدات: 15220

نضال انور المجالي يكتب: رد على سؤال الأستاذ هاشم الخالدي: الجولات الميدانية لدولة الرئيس الدكتور جعفر حسان بين الواقع والمأمول

نضال انور المجالي يكتب: رد على سؤال الأستاذ هاشم الخالدي: الجولات الميدانية لدولة الرئيس الدكتور جعفر حسان بين الواقع والمأمول

نضال انور المجالي يكتب: رد على سؤال الأستاذ هاشم الخالدي: الجولات الميدانية لدولة الرئيس الدكتور جعفر حسان بين الواقع والمأمول

22-07-2025 10:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : نضال أنور المجالي
أثار سؤال الأستاذ هاشم الخالدي حول الجولات الميدانية لدولة الرئيس الدكتور جعفر حسان نقاشًا حيويًا، وهو سؤال في صميم اهتمامات الرأي العام. فالحديث عن هذه الجولات يفتح الباب أمام تقييم منهجي لجدواها وتأثيرها الفعلي على أرض الواقع، بعيدًا عن الاستقطاب بين التأييد المطلق أو الرفض التام.

الجولات الميدانية: ضرورة لا رفاهية
لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية التواصل المباشر بين رأس السلطة التنفيذية والمواطنين. إن الجولات الميدانية ليست رفاهية، بل هي ضرورة حتمية في أي نظام يسعى إلى تلمس حاجات شعبه والوقوف على تحدياته عن كثب. عندما يتواجد الرئيس في الميدان، فهو لا يرى فقط الأرقام والتقارير، بل يرى الوجوه، ويسمع الأصوات، ويشعر بنبض الشارع. هذا الاحتكاك المباشر يمنح صانع القرار رؤية أعمق وأكثر واقعية للمشكلات، مما يمكنه من اتخاذ قرارات أكثر دقة وملاءمة لاحتياجات الناس.
كما أن هذه الجولات تُرسل رسالة واضحة للمواطنين بأن القيادة قريبة منهم، مهتمة بهمومهم، ومستعدة للاستماع إليهم. هذه الرسالة تُعزز الثقة المتبادلة وتُقلل من الشعور بالغربة بين المواطن ومؤسسات دولته. إضافة إلى ذلك، تُشكل الجولات فرصة لمتابعة المشاريع التنموية، والتأكد من سيرها وفق الخطط الموضوعة، وتذليل أي عقبات قد تعترض تنفيذها.
التحدي الحقيقي: تحويل الرؤية إلى فعل
لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه ليس حول جدوى الجولات بحد ذاتها، بل حول الآليات التي تتبعها، والنتائج التي تُفضي إليها. هنا تكمن نقطة الجدل. فإذا كانت الجولات مجرد استعراض إعلامي لا يتبعه عمل جاد، ولا تُترجم الملاحظات التي تُجمع خلالها إلى خطط عمل واضحة وتغييرات ملموسة، فإنها ستفقد معناها وتتحول إلى مجرد مناسبات بروتوكولية لا تُضيف قيمة حقيقية.
إن التحدي الأكبر يكمن في تحويل الرؤية الميدانية إلى سياسات قابلة للتطبيق، وإجراءات تنفيذية مُحددة الأهداف والجداول الزمنية. يجب أن تُفعل فرق المتابعة، وتُوضع مؤشرات أداء واضحة لقياس مدى التقدم في حل المشكلات التي تُكتشف خلال هذه الزيارات. كما يجب أن تكون هذه الجولات جزءًا من استراتيجية حكومية متكاملة لخدمة المواطن، وليس مجرد مبادرات فردية.
المأمول: جولات ذات أثر مستدام
إن ما نأمله من الجولات الميدانية لدولة الرئيس هو أن تكون أدوات فعالة لإحداث التغيير الإيجابي والمستدام. هذا يتطلب عدة أمور:
* التحضير المسبق: تحديد القضايا والمناطق ذات الأولوية بناءً على دراسات معمقة وحاجات حقيقية، وليس مجرد زيارات عشوائية.
* المتابعة الفاعلة: إنشاء آليات واضحة ومساءلة لمتابعة الملاحظات والشكاوى التي تُجمع خلال الجولات، وضمان تحويلها إلى حلول عملية.
* الشفافية في النتائج: إطلاع الرأي العام على نتائج هذه الجولات، وما تم إنجازه بناءً عليها، لتعزيز الثقة والمشاركة المجتمعية.
* التركيز على القضايا الجوهرية: الابتعاد عن القضايا الهامشية والتركيز على التحديات الكبرى التي تواجه المواطنين في معيشتهم وخدماتهم الأساسية.
ختامًا، إن الجولات الميدانية لدولة الرئيس الدكتور جعفر حسان يمكن أن تكون أداة قوية لتحقيق التواصل الفعال وتعزيز التنمية. لكن فعاليتها تظل مرهونة بقدرة الحكومة على ترجمة مشاهدات الميدان إلى فعل حقيقي وملموس، يُعيد الأمل للمواطنين ويُعزز ثقتهم بمؤسسات دولتهم. السؤال ليس هل نحن مع أو ضد الجولات، بل هل هذه الجولات تُحقق الأثر المرجو منها، أم أنها تحتاج إلى تطوير في منهجيتها وآليات متابعتها لتحقيق أقصى فائدة للوطن والمواطن؟
بصفتي المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي، أرى أن هذا الموضوع يستحق النقاش العميق والبناء، ويسعدني أن أشارك بهذا الرأي للنشر.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال انور المجالي








طباعة
  • المشاهدات: 15220
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-07-2025 10:26 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم