حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19797

الطموح الوطني الفلسطيني

الطموح الوطني الفلسطيني

الطموح الوطني الفلسطيني

06-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 
ما كان بودي أن أتخذ من "صغائر الأمور" مدخلاً الى الحديث في عظائمها، وما كان بودي أن ألوح بالخيزرانه أو بمطرق اللوز الفلسطيني، لبعض من بدأت تقطر من أفواههم، عبر الفضائيات العربيه، بعض الألفاظ الناشزه، متخطين على غفله أو جهل منهم الحاجز الذي يفصل بين المهاتره وبين الرأي الآخر، ومع تهليلنا واستبشارنا بالفضائيات وإعترافنا بفضلها، إلا أنه في بعض الأحيان تظهر على وجهها المشرق بعض البثور التي تشوه الى حد قليل نقائها يا أخت زينب .. !! - 1- منذ النكبه 1948 الى أم الهزائم 1967 والرجوع الى رودوس وموضوعنا اليوم هو العمليه السياسية القائمه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإذا كان الإسرائيليون قد بعثوا سياسياً بعد ألفي عام من تشريد الرومان لهم، فان الفلسطينيين بعثوا سياسياً بعد أربعين عاماً (1948 – 1988) من دفن أشقائهم لهم أحياء باتفاقيات رودوس عام 1949، وإن العمليه السياسية الجاريه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي يرى فيها البعض شذوذاً عن المألوف، تدفعنا الى العوده قليلاً الى رودوس كعلامه فارقه لإقصاء الفلسطينيين عن التعامل المباشر بقضيتهم المصيريه. لقد أقصى الفلسطينيون عن المشاركه في مفاوضات رودوس 1949 من قبل كل من اسرائيل والحكومات العربيه التي وقعت تلك الإتفاقيات معها، وقدمت تنازلات لإسرائيل، أخطرها منع عودة اللاجئيين ولو تسللاً الى ديارهم، ومنع العمليات شبه العسكريه عبر الحدود مما يعني منع الفلسطينيين من المقاومه المسلحه أي أن الأشقاء تنازلوا عن الأرض الفلسطينيه المحتله وتعهدوا بحماية خطوط الهدنه ومنع تخطيها من قبل المقاومين الفلسطينيين، ومن قبل المدنيين الفلسطينيين الذين فروا من وجه قوات الغزو الإسرائيليه، وقد توارثت الحكومات العربيه (بمختلف تسمياتها) هذه الإلتزامات وأصبح أقصى ما تطمح إليه هو أن تقبل اسرائيل بخطوط الهدنه حدوداً دوليه بتحويل اتفاقيات الهدنه الى معاهدات سلام مع اسرائيل. منذ عام النكبه (1948) حدد المناخ السياسي العربي، وخاصه في الدول المحيطه بفلسطين، سقف الطموحات الوطيه الفلسطينيه، ويمكننا أن نفصل هذا التحديد في المراحل التاليه : أولاً : عندما حمل الفلسطينيون صفة "اللاجئين" على المستوى الدولي في أعقاب الهزيمه الشامله (1948) تطلع اللاجئون الى الأمم المتحده لإغاثتهم وإعادتهم الى بلادهم وبمرور الوقت اضمحل هذا الأمل. ثانياً : في عقد الإنقلابات العسكرية العربيه (1949 – 1958) التي أعلنت أنها جاءت على خلفية تحرير فلسطين، ارتفعت الهتافات الفلسطينيه مطالبه بتحرير فلسطين، في الوقت الذي كانت فيه الحكومات العربيه تعمل على إلغاء البعد الفلسطيني من أذهان جماهيرها وتشغلهم بالحروب العربيه – العربيه. ثالثاً : "بيدي لا بيد عمرو" هذا ما توصل اليه الفلسطينيون من خلال مراقبتهم لغياب العمل العربي الجاد عن الشأن الفلسطيني وهذا ما أكده لهم الرئيس عبد الناصر (22/6/1962) بأن لا أحد من العرب يفكر في تحرير فلسطين، فقاموا بمحاولتهم الساذجه لتوريط العرب في محاربة اسرائيل. رابعاً : في الفتره (1965 – 1982) التي تخللتها أم الهزائم (1967)، انشغل الفلسطينيون في حروب متشابكه سياسية وعسكريه على الجبهتين الإسرائيلية والعربيه، يمكن أن نسميها حروب "الكينونه السياسية الفلسطينيه" التي حاربتها اسرائيل وبعض العرب، كل لأمر يعنيه. نعود الآن الى النظره الشموليه للمسأله الفلسطينيه، فعندما تطلع الفلسطينيون الى تحرير فلسطين نظروا الى ذلك بإحدى وسيلتين، الأولى أن تحرر الجيوش العربيه فلسطين، والثانيه أن تقوم الدول العربيه بتزويد الفلسطينيين بالسلاح والمال، وبحماية حدودها، وأن تفتح لهم منافذ للوصول الى اسرائيل، وفي الحالتين أخطأ الفلسطينيون في حساباتهم السياسية، فلم يحصلوا على هذه ولا على تلك. - 2- صغائر الأمور نأتي الآن الى "صغائر الأمور" التي أشرنا اليها في بداية هذا المقال. فالمعنى بها تلك الألفاظ التي توجه من القله الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتتخطى حدود النقد، والتي تلحق به صفات من مثل "قرضاي" و"لحد"، وهذه الصفات لا تمثل محمود عباس ولا تعبر عن رأي الأغلبيه التي انتخبته، وحتى نباعد بين الرجل، مراعاة للموضوعيه، وبينما يلصق به، نشير الى أصوات اسرائيلية تتهم شارون ما غيره بالعماله للفلسطينيين وتهدده بالقتل، فهل هو كذلك؟ لنعد الآن ثانيه الى المناخ السياسي العربي وتحديد سقف الطموح الوطني الفلسطيني ففي 26/3/1979 وقعت مصر معاهدة السلام مع اسرائيل، وفي 26/10/1994 وقعت الأردن معاهدة سلام مع اسرائيل، وهاتان الدولتان تحاذيان قطاع غزة والضفه الغربيه، كما أن سوريا التي وقعت اتفاقية فك اشتباك مع اسرائيل 31/5/1974، تسعى عبر وسطاء دوليين لعقد معاهدة سلام مع اسرائيل، وهذا يعني أن أي اختراق مسلح لهذه الحدود سوف تقضي عليه القوى العسكرية العربيه قبل الإسرائيلية، وفي ظل هذه الظروف وقف الطموح الفلسطيني عند اقامة دولة فلسطين على أراضي الضفة الغربيه وقطاع غزة مع القدس الشرقيه، وعندما يحدد معيار النصر والهزيمه في حدود لهذا الهدف، فانه يتمثل في اقامة هذه الدولة بأسرع وقت وبأقل الأكلاف البشريه والماديه، وعلى صعوبة الدور الذي يقوم به عباس، لأن ليس بين يديه الأوراق التي في يد حكام مصر والأردن وسوريا، فانه سوف يفعل فعلهم، أما متى سيكون لدى الفلسطينيين "قرضاي" و"لحد"، فان ذلك سوف يحدث اذا توفرت لاسرائيل الظروف لتكثف بطشها وتدميرها في المناطق الفلسطينيه لدرجه تدفع المجتمع الدولي لارسال قوات دوليه، وتقوم مصر والأردن بحفظ النظام وادارة هذه المناطق، وعند ذلك قد تسنح الفرصه لتعيين "مختار" فلسطيني بمرتبة قرضاي أو لا تسنح. ezzatqussus@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19797
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم