حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,20 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 14144

د. ذوقان عبيدات يكتب: بين نساء سيمون دي بوفوار ، وسلّامة عبد الحق

د. ذوقان عبيدات يكتب: بين نساء سيمون دي بوفوار ، وسلّامة عبد الحق

د. ذوقان عبيدات يكتب: بين نساء سيمون دي بوفوار ، وسلّامة عبد الحق

20-07-2025 09:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. ذوقان عبيدات
امرأة "عايفة" حالها!
هذا عنوان كتاب صغير الحجم
لسلّامة عبد الحق، تعرض فيه نماذج لسيدات يعانين! يشير الكتاب إلى أنه يوميات ومدوّنات، مما يسهل الاستنتاج بأن سلّامة جزء من"عوفة الحال"
فالكاتبة لا تنفصل عن كتابتها.
تذكرت أمي ذات الاثني عشر "نسّمّة" خرجت في زيارة قصيرة للجيران بعد أن فرضت الأمن على جمهورها، سألها أخي الصغير: "وين رايحة"؟
أجابت على جهنم!
وبعد قليل جاءت إحدى الجارات لزيارة أمي، وسألت الأخ نفسه الذي كان يلعب بالشارع: "وين أمك"؟فأجاب: راحت على جهنم!!!
هكذا تقريبًا ما يفسّر تعبير: امرأة عايفة حالها!. ومن يعاف حاله في علم النفس، هو شخص خاصمته كل الظروف أو تخاصم مع نفسه، وبيئته، وسئم الاستمرار في الصراع! وهذا ما جعلني أربط بين نساء سلّامة، ونساء سيمون دي بوفوار!

(٢)
مَن هُنّ نساء دي بوفوار؟
سيمون دي بوفوار فيلسوفة فرنسية عاشت مع الفيلسوف سارتر حياة مشتركة من دون زواج، ربما حرصًا على ما يفرضه الزواج على المرأة من مترتبات!
تكتب دي بوفوار عن سيدة
تزوجت، وكتبت مذكراتها، بدأت المذكرات بقولها:
قبل الزواج كنت سعيدة، أذهب إلى الغابات المحيطة، وأستمتع بكل ما فيها من بحيرات، وعصافير، وأوراق الشجر، والمتنزهين… إلخ.
ولكن بعد الزواج، هممت بممارسة هواياتي في التنزه .قال زوجي بأدب: أحضرت لك لوحة جميلة تمثل تلك الغابات، فلستُ بحاجة إلى الخروج من المنزل!
خضعتُ ، وبعدها لم أعد أعرف أحوال الطقس، إلّا من البخار المتكثف على زجاج النافذة!!!
وفي موقع آخر، تتحدث دي بوفوار عن سيدة تنظف الخزانة يوميًا من الغبار الذي يحتل سطحها اللامع!
فكّرت، وسألت زوجها:
لماذا أزيل الغبار عن الخزانة، مادام سيأتي غبار آخر في اليوم الآتي؟
أجابها الزوج: يا غبية! يجب أن تهيئي المكان نظيفًا لكي يجد الغبار القادم مكانًا نظيفًا له!!
وهكذا حياة المرأة في كل مكان!
تعيش حالات روتين و انتظار:
تنتظر الزوج حتى يعود!
تنتظر الغسيل حتى ينشف!
تنتظر الطعام حتى ينضج!
تنتظر الولادة!
تنتظر الأطفال حتى يكبروا!
ثم تنتظر عودة زوج غادر من دون عودة!!!!
(٣)
نساء سلّامة عبد الحق
قضية النساء واحدة في العالم! ولذلك يمكن رفع شعار : يا نساء العالم اتّحِدن!
نساء سلّامة "عايفات حالهن"، من سيدة فوجئت بما في الزواج من هموم، وسيدة عرفت قيمتها بين الذكور من إخوانها : خادمة لهم، وسيدة تركت أهم مهاراتها في إعداد وجبة" اللزانيا " التي كانت تعد للخطوبات الناجحة للبنات. وتوقفت اللزانيا بعد تزايد حالات من العوانس والأرامل، وزرافات ممن غادرهنّ الأزواج بحثًا عن نساء أكثر جمالًا.
يظن الرجال أنهم أندر الكائنات. ولذلك، تكون لهم الغلبة والتفوق ، وحق التصرف بالمرأة، وكأنها من ممتلكاتهم الموروثة. فالرجل "كائن"ضعيف يخشى من نمو أجنحة المرأة. وهناك دائمًا تقاليد تمنع المرأة من تطوير الذات! والتحليق بأجنحتها!

(٤)
حب المرأة
تقدم المرأة حبها على طبق من"غير المصلحة" ولكنها تجد قانون الطبيعة مختلّا:
لكل فعل رد فعل ، لا مساويًا له في المقدار، وربما معاكس له في الاتجاه!
تأمل المرأة في رجلٍ قلبه كبيرٌ مثل عقله، لا رجل جيبه كبير!.
يشكو الكتاب وسلّامة من رجل ينسى بيته وأولاده.
يترك الرجل زوجة لها عشرات المواصفات، أو تجمع مواصفات
العشرات؛ بحثًا عن عشرات النساء!!
إنها قضية المرأة كما تطرحها المبدعة سلّامة!
لا عزاء للنساء!
متى تعاف المرأة حالها يا سلّامة!
أستطيع الإجابة، لكن لا أستطيع البوح!
فهمتِ عليّ؟!!











طباعة
  • المشاهدات: 14144
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-07-2025 09:55 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم