15-07-2025 12:40 PM
بقلم : المهندس عادل بصبوص
يقال أن تعديلاً وشيكاً على حكومة دولة د. جعفر حسان يجري "طبخه" على نار هادئة هذه الأيام ....
خبر مر عليه الكثيرون مرور الكرام ... فيما توقفت قلة قليلة - وأنا منهم - عنده ملياً فقد أيقظ أحلام "الوزرنة" لديهم من جديد .... هذه الأحلام التي استمر في اجهاضها د. حسان على مدى الشهور التسعة التي انقضت منذ تسلمه سدة الرئاسة في أيلول الماضي ....
كنا نأمل معشر "المستوزرين" أن يفعلها الرئيس بعد الشهور الثلاثة الأولى ولكنه لم يفعل .... ثم أخذنا نبتهل إلى الله أن "يهدي" دولته "ويلهمه الصواب" فيجري التعديل المنتظر بعد الشهور الستة الأولى لكنه لم يفعل .... لكن الآمال قد عادت وانتعشت بعد تسرب الإشاعات بقرب إجراء التعديل هذه الأيام - لا من قال إنها إشاعات- ... أي بعد مرور تسعة أشهر على مباشرة دولته مهامه كرئيس الوزراء ....
لا أكتمكم فقد خطر ببالي وقد طال الانتظار أن مسؤولية التأخير تقع علينا نحن معشر المستوزرين ... فربنا ما بيسمع من ساكت ... لماذا لم نحاول حتى الآن تجميع صفوفنا ضمن إطار مؤسسي ضاغط ... مثلاً نشكل جمعية "جمعية المنتظرين على الجمر " أو "نادي المعتصمين بالأمل" ... ونقوم بالتحرك على كل الأصعدة حتى لو تطلب الأمر أن ننفذ اعتصاماً أمام رئاسة الوزراء أو إضراباً مفتوحاً عن الطعام ....
لكنني تراجعت عن المبادرة بأي نشاط أو خطوة في هذا الاتجاه ... فالأمر ليس سهلاً على الإطلاق لضخامة عدد المستوزرين في هذا البلد والذين يصعب جمعهم أو حتى الوصول إليهم خاصة وأن الغالبية العظمى يحجمون عن الإعلان عن أنفسهم من باب "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" .... إضافة إلى التضارب الكبير في المصالح بيننا ... وهو لا يختلف كثيراً عن التنافس الحاد بين الأعضاء الذي شهدته الكتل التي ترشحت لعضوية مجلس النواب في الدورة الماضية ....
أنا في غاية السعادة من الأخبار التي تواترت عن قرب إجراء التعديل .... فقد يبتسم لي الحظ أخيراً وأنا الذي قضيت سنوات طويلة في الخدمة الحكومية وسجلي نظيف أبيض مثل "البفتة" ... إلا يكفي هذا يا قوم لأكون ضمن قائمة الداخلين إلى نعيم الدوار الرابع في التعديل القادم ....
أريد أن أحمل لقب "معالي" قبل أن أغادر هذه الدنيا ... افتخر به بين أهلي ومعارفي يرافقني في الحل والترحال ... به أترأس الجاهات و"العطاوي" ومن خلاله تفتح لي الأبواب والنوافذ المغلقة .... وإذا تجاهله أي كان عند مخاطبتي بقصد أو بدون قصد انتفض في وجهه غاضباً قائلاً "من فضلك معالي .... أنا معالي يا أخي .... معالي أبو نزار ..." ...
كما أحلم براتب شهري يرفعني من قيعان الدخل المحدود إلى سحائب الرواتب والامتيازات بلا حدود ...
أصارحكم يا رفاق أنني برغم سعادتي الظاهرة بما تواتر عن أنباء التعديل المرتقب إلا أنني أشعر بالحزن الشديد في داخلي .... لأن حظوظي في "الوزرنة" لا تزيد عن الصفر إلا بقليل ..... فقد تجاوزت الستين من العمر .... ودولته منحاز للشباب والجيل الجديد .... ولا أحمل إلا القليل من الشهادات الجامعية ... وفوق ذلك لدي من الشروط ما يصعب تحقيقها "شحاد وبتشرط" .... أنا أريد وزارة خفيفة لطيفة لا تعب فيها ولا شغلة بال .... ما بدي التربية فأغرق في مشاكل "التوجيهي" ... ولا المالية فأسأل عن "المديونية" ولا التنمية فتهلكني "نسب الفقر" ولا العمل فأتعثر بمعدلات "البطالة" ولا الخارجية فيقتلني "القلق" والاعراب عن "القلق" ولا المياه أو الطاقة فأخسر شعبيتي عند ارتفاع الفواتير ... ولا ... ولا ...
أريد وزارة مستحدثة لا تتطلب ساعات سهر طويلة ولا ملفات عمل ضخمة اصطحبها معي للبيت ... مثلاً وزير دولة لشؤون تفسير الأحلام أو وزير دولة لشؤون الحشرات والحيوانات النادرة ... على أن تستقيل الحكومة برمتها بعد التعديل بشهر واحد ....
هل هذا صعب أو مستحيل يا جماعة الخير .... ؟؟؟!!!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-07-2025 12:40 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |