بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
منذ ان خلق الله تعالى الانسان ,والانسان في كبد معرفة العقل ,من خلال ما يتوصل اليه من علوم ,وتطويرها من خلال تجاربه , الا ان اصبح ما هوعليه في هذه الايام ,من تطور كان ينقصه النصف الاخر والاهم , في معرفة علوم تربية النفس من خلال معرفة مشاعر النفس ,ودورها واثرها ونجاحها في التربية ,وخاصة في الوقت المبكر من العمرفي التربية ,وفي تصحيح حياة الانسان وسلامته .....................
كل ذلك تجده في مراحل الدعوة في كتاب الله تعالى , اذ خاطب الله تعالى العقل بالتعقل والتفكر في ايات كونه ,الذي مكن العقل في كل سبل المعرفة, من الادراك والاستنباط والتحليل ,وكان ما يلزم ذالك لاتمامه هو الايمان ,وهو الشعور به من خلال القلوب (ضمائر الانفس) لان للشعور الدور الاكبر والاعمر والدافع في حياة الانسان وفي ذاكرته ,لذلك بعث الله تعالى الرسول رحمة منه للعالمين ,فالرحمة كانت تعبر عن مجمل الدين.,وكان غياب شعورالخير, نتيجة الابتعاد عن الرحمة ,لذلك جهل الانسان ان عقابه في الدنيا يكون في مرض القلوب وتكبرها على الحق,عندما انحرفت المشاعر للشر وامراضه (الحقد والحسد والبفض والعداوه والتكبر ) وختم الله تعالى على القلوب والسمع وغشى على ابصار من لم يؤمنوا بدلالة الخير ,وجائهم العذاب من غير ما يحتسبوا فكان من انفسهم ......
المشاعر لها دور كبير في اتمام نجاح حياتنا ,لان حديث القلوب له تاثير عظيم على حياة الانسان يحفظ في ذاكرة القلوب ,فالانسان قد لا يذكر الا القليل من ذكرياة حياته ,لكنه يذكر كل شيء خاطب مشاعره ,حب الوالدين ,من احسن اليه بالمعروف,وكل المشاعر التي خاطبته بالود ,والرحمة ,لهذا جعلت الرابط بين الازواج عند حقيقة العمل بها (الود في السراء والرحمة عند الضراء )...........
واجب احياء مشاعر الود والرحمة ,في المبكر من حياة الابناء ,فبداية تعليم العلم والمعرفة لهم ,تكون مربوطة بالمشاعر,لهذا تجد الاطفال يحبون القصص لانها تخاطب مشاعر النفس ,لهذا فالاختيار الانسب ان تكون القصص ,تبين الخير في مدلول القصة ,وتبين قباحة الشر,ومن الاسلوب يمكن تمرير ما نريد من اصول التربية التي تلازمه عبر سنين العمر ,اطفالنا بحاجة للحب من خلال ضمهم ,وتشجيعهم في كل مشاعر الخير ,ورعايتهم بمودة الحب والرحمة عند اخطائهم ,ليتعلموا شجاعة الصدق,ليس من العدل ان يترك الطفل في اهم مرحلة من حياته ,فريسة لما تقدمه الهواتف الخلويه , من تفاهات الدنيا ومشاعر العنف والتخويف .........
لهذا فان العلم للمعرفة من خلال العقل ,والتربية للنفس من خلال احباء مشاعرها ,فالانسان هو عبارة عن عقل ونفس ,ودورهما في سياق الجسد ,فالعقل ملكه الله تعالى على النفس في تربيتها بالايمان (حقيقة الايمان ),وفي غياب الايمان تطغو النفس على العقل ,والنفس امارة بسوء ترف الفساد ,واقع نهاية الحضارات ................