14-07-2025 08:36 AM
بقلم : حاتم القرعان
إلى الحكومة الأردنية
هل ما زلتم تنظرون إلى الإعلام كخطر محتمل لا كشريك في البناء؟
هل ما زلتم تكتفون بالتصريحات عن الحريات وحق التعبير بينما ينهار قطاع الإعلام أمام أعينكم دون أن تُحركوا ساكنًا؟
يا أصحاب القرار
الإعلام ليس رفاهية وليس ديكورًا سياسيًا نُجمله في المؤتمرات والمناسبات الرسمية الإعلام هو وعي الأمة وبوصلة الناس ومرآة الدولة فإذا تكسرت هذه المرآة أو أُهملت فإن صورتكم أنتم أول من سيتشوه .
لماذا لا تبادر الحكومة إلى إعلان خطة طوارئ حقيقية لإنقاذ هذا القطاع؟ لماذا لا تلتفتون إلى الصحفيين الذين يعملون دون عقود ثابتة أو ضمان وظيفي؟ لماذا لا تنظرون إلى المؤسسات الإعلامية التي كانت بالأمس منارات للرأي والعقل وهي اليوم تتآكل وتنهار بصمت؟
يا أصحاب السلطة
كلما ضعف الإعلام تراجعت ثقة الناس بقراراتكم وتوسعت المسافة بين المواطن والدولة وارتفع صوت الإشاعة على حساب المعلومة وانكفأ الناس إلى الظلال يبحثون عن بدائل غير موثوقة لأن الضوء الذي كان يرشدهم قد خفت وبهت .
ما قيمة خطاب سياسي بلا إعلام حر يُشرحه للناس؟ وما نفع برنامج وطني بلا منبر يُناقشه وينقله ويُدافع عنه؟ كيف تبنون وطنًا دون صوت حر يُراقب ويسأل ويطرح الأسئلة الصعبة؟
نحن لا نطلب منكم أن تُدللوا الإعلام ولا أن تُغدقوا عليه بلا حساب
نطلب فقط أن تنظروا إليه كما تنظر الدول الراسخة إلى مؤسساتها الإعلامية نطلب أن تتعاملوا معه كرافعة لا عبء وكحليف لا خصم
نطلب أن تعترفوا أنه لا إصلاح بلا إعلام ولا دولة مدنية بلا إعلام قوي ولا وعي وطني بلا إعلام مستقل .
كفى صمتًا وكفى تجاهلًا
أنتم اليوم أمام مسؤولية أخلاقية وتاريخية
فإن أنقذتم الإعلام فقد أنقذتم رئة الدولة وإن تركتموه يختنق فسيختنق معه الأمل والمسار وكل شيء
ولا تقولوا غدًا لم نكن نعلم .
أعيدوا الاعتبار للإعلام
ادعموه لا ماليًا فقط بل تشريعيًا ومهنيًا وأخلاقيًا .
افتحوا له أبواب المعلومة وأمنوه من التغول وحصّنوه من التهميش .
اجعلوه منبرًا للحقيقة لا مجرد منصة لبث البيانات الرسمية
واسألوا أنفسكم
كيف ستخاطبون الناس في الغد إن خسرتم اليوم صوتكم الحقيقي؟
يا حكومة الأردن
الإعلام ليس عبئًا على الدولة .
الإعلام هو الدولة حين تُصغي إليه وتحميه وتُحسن استثماره
وإن لم تفعلوا فأنتم من يخسر وليس الصحفي وحده .
فأنتم تخسرون وعي الدولة وعقلها وروحها.
وما أخطر أن تعيش دولة بلا وعي
وما أفدح أن يكون فقدان الوعي قد بدأ بصمتكم أنتم
فلا تكرروا الخطأ
ولا تنتظروا سقوط الكلمة حتى تتحركوا
لأن الكلمة إذا سقطت
سقط بعدها الكثير مما لا يُمكن إصلاحه .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-07-2025 08:36 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |