10-07-2025 09:47 AM
بقلم : حاتم القرعان
ليس من المبالغة القول إن ما جرى مؤخرًا من قرارات مرتجلة وتعيينات مفاجئة ثم تصريحات غير محسوبة وما تبعها من ارتباك وردود أفعال غاضبة لا يُعد زلة بسيطة في مسار العمل العام بل مؤشر صارخ على خلل عميق في فهم الرسائل الملكية وتطبيق مضامين التكليف السامي الذي بات واضحًا ودقيقًا ومباشرًا في أكثر من مناسبة
من قرار الوزير المصري في الحل والتعيين إلى تصريح المحافظ عزمي لا يمكن النظر إلى المشهد إلا بعين ناقدة ترى حجم التناقض بين ما يُطلب من الدولة العميقة وما يُنفذ فعليًا على الأرض فقرار يُتخذ دون دراسة وتصرّف يُبرر بتصريح يزيد من حدة الغموض كل ذلك يعيدنا إلى المربع الأول حيث فقدان الثقة وضبابية الإدارة
جلالة الملك لم يترك مساحة للاجتهاد في الثوابت ولا غموضًا في التكليف الملكي بل رسم خارطة طريق تبدأ من احترام المواطن وتنتهي بتحقيق التوازن والعدالة والتنمية المتكاملة ومع ذلك نجد أن هناك من لا يزال يقرأ الرسالة بنصف عين ويتعامل مع الدولة بمنطق المصالح والتقاسم ورد الفعل
المقلق أكثر من الخطأ هو الإصرار على تبريره والبحث عمن يُحمّل المسؤولية وكأننا أمام مشهد إنقاذ لا إصلاح وكأن مؤسسات الدولة أصبحت شماعات يُعلق عليها كل تقصير فجأة وبدون مقدمات وجدنا وزارة الزراعة في دائرة الاتهام رغم أنها أثبتت مرارًا أنها في مقدمة الوزارات التي تعمل بصمت وتنتج بهدوء وتخدم بعيدًا عن الصخب السياسي
الوزراء والمحافظون ليسوا دعاة إعلام بل صنّاع قرار وقادة ميدان وما يُنتظر منهم ليس التصريح بل التطبيق وليس الحضور في الصورة بل الحضور في الإنجاز
الارتباك الذي أحاط هذا الملف أظهر هشاشة في التنسيق وضعفًا في التخطيط وتخليًا عن المسؤولية وحين يتراجع القرار أمام أول موجة نقد ويُسحب التصريح بعد أول ردة فعل فإننا لا نكون أمام دولة مؤسسات بل أمام فوضى إدارة وغياب معايير
التكليف الملكي ليس نصًا بروتوكوليًا يُتلى في بداية المشوار بل هو عقد شرف والتزام وطني ومسؤولية تاريخية من لم يفهمه جيدًا عليه أن يُراجع موقعه وأن يُعيد ترتيب أولوياته أو يترك المساحة لمن هم أقدر على فهم المعنى وتحمل الأمانة
ما بين عزمي والمصري ضاعت لحظة كنا نأمل أن تكون علامة على نضج القرار لكننا وجدنا أنفسنا نعود إلى ذات النقطة التي انطلقنا منها تصريحات بلا دراسة قرارات بلا وعي ووزارات تُحمّل ما لا تحتمل
فإلى متى تستمر هذه الدوامة إلى متى يبقى المواطن الخاسر الوحيد من تخبط النخبة وإلى متى تُقرأ الرسائل الملكية بنصف فكر ونصف نية
الوقت لا يحتمل مجاملات ولا يحتاج إلى بطولات مؤقتة بل إلى تصحيح حقيقي وفهم صادق لما
تعنيه القيادة حين تقول لقد طفح الكيل.
هل يسمع أحد؟
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-07-2025 09:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |