08-07-2025 11:49 AM
بقلم : عمر النادي
قبل أيام قليلة،تلقيت دعوة كريمة مملوءة بالمحبة من قبل زملاء الدراسة أيام الثانوية العامة لعام 1981, لحضور أمسية يتخللها عشاء ، وأحاديث لم تخرج في جلّها عن استحضار لذكريات جمعت معظمنا في فترة الثانوية،والاعدادية، ذكريات منها ما جعلنا نضحك من القلوب، وأخرى جعلتنا نفخر بانجازات قُدّت من الصخر ، زملاء عصاميون بنوا أنفسهم ،وتسنموا قمم استحقوها من كدهم ومن تعبهم.
زملاء من أجمل الناس ،جمعتهم محبة خالصة لا رياء فيها ،لمست حجم المحبة الكبيرة بينهم، تغمرهم،وتهمس في أذن الجميع بأنه رغم السنين الطويلة ومنذ العام 1981، بقيت القلوب بيضاء نقية،رغم تعب السنين وشقاء العيش ،ورغم الكثير من المعوقات التي ذللوها ،ليشكلوا جروب لخريجين ذاك العام وينتصرون على كل العقبات.
كنت مندهش وانا المغترب منذ ما يزيد عن ربع قرن من الزمان ،باتصال كريم من زميل وصديق فاضل يدعوني للالتقاء بهذا الفريق الرائع ، والتقيت فعلاً بالأحبة ،دهشه ممزوجة بمحبة واشتياق،ووقت مرّ كالسهم ،لم أشعر به من دفئ اللقاء.
مندهش من الفكرة والبادرة ،والتي تمنيتها واتمناها تكبر ،لتصبح محط انظار من يروم أن يطوّع الوقت والجهد والشوق والمحبة والاحترام ،ويصنعون ما صنع الأحبة جروبات تلتقي بين حين وآخر عالحب والمحبة،سواء كانوا زملاء دراسة او عمل ،او مهما كان شكل الزمالة.
مجموعة هنا واخرى هناك ،مجموعات تصبح عادة مجتمعية ،تعيد لحياتنا الدفء والمحبة في ظل هذا التفكك الاجتماعي ،والذي بات ينخر حتى الأسر الصغيرة.
معجب جداً بالفكرة واتمناها تعمم على باقي المجتمع، واتمنى ان لا تقتصر على الجلسات والعشاء ولمس الحنين في الذكريات، وتتعدى لإنشاء صندوق مالي من التبرعات ،لدعم مشاريع صغيرة ،او مساعدة مريض أو محتاج ،او للمساعدة في أي ظرف طارئ.
جميل أن يكون هناك مثل هذه الجروبات ، والأجمل تفعيلها لخدمة بعضنا البعض ،خاصة في ظل إنحسار دور دواوين العائلات وصناديقها المالية،وفي التغييرات التي طالت الكثير من العادات الجميلة في مجتمعنا والتي كانت تمنح الألفة والدفء،وفي ظل التراخي في حمل المسؤوليات الاجتماعية إتجاه الأسرة الصغيرة والكبيرة ..
مندهش دهشه عامرة بالسعادة ،لمثل هذه المحاولات الجميلة ،يمكن لأننا في الغربة نفتقر لكل ما رأيته في تلك السهرة والى دفء العوائل ، والفردية التي تفتك بنا ببطء في بلاد البرد والصقيع..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-07-2025 11:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |