حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4780

القرعان يكتب ردا على دولة الرزاز: الهوية الوطنية الجامعة ليست شعارا بل مشروع نهوض شامل

القرعان يكتب ردا على دولة الرزاز: الهوية الوطنية الجامعة ليست شعارا بل مشروع نهوض شامل

القرعان يكتب ردا على دولة الرزاز: الهوية الوطنية الجامعة ليست شعارا بل مشروع نهوض شامل

06-07-2025 03:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حاتم القرعان
حين تحدث دولة الدكتور عمر الرزاز عن الهوية الوطنية الجامعة لم يكن كلامه خارجا عن السياق بل جاء في صلب اللحظة التي نعيشها وفي جوهر التحديات التي نواجهها فالوطن في أمس الحاجة إلى ما يوحد أبناءه ويجمع أطيافه ويقوي بنيانه لا سيما في ظل ما نراه من تآكل في الثقة وتراجع في القيم العامة وغياب في الشعور بالمصير المشترك بين فئات المجتمع

الهوية الوطنية ليست ورقة رسمية ولا شعارا يتكرر في خطب المناسبات بل هي إحساس داخلي راسخ بأنها الأرض التي ننتمي إليها والسماء التي نحتمي بها والحكاية التي نرويها جيلا بعد جيل هي الشعور بأنك لست مجرد مواطن بل شريك في الوطن ومؤتمن عليه ومسؤول عنه

لن تنهض هوية وطنية جامعة من فراغ ولا يمكن أن تُبنى بقرارات فوقية ولا بخطابات عامة الهوية تُصنع على مقاعد الدراسة وفي ساحات العمل وفي ميادين الخدمة العامة وفي تفاصيل الحياة اليومية حين يشعر المواطن أن القانون يحميه والعدالة تنصفه والفرص متاحة أمامه دون تمييز وأن الدولة تحترم كرامته وتصغي لصوته وتُشركه في صناعة القرار

المطلوب ليس مجرد التأكيد على الهوية بل تحويلها إلى فعل يومي إلى منهاج مدرسي إلى نشاط شبابي إلى برنامج إعلامي إلى مشروع وطني نحتضنه جميعا ونعمل لأجله من مواقعنا المختلفة فحين يحمل الطالب كتبه بحب ويذهب إلى مدرسته بكرامة وعندما يزرع الشاب شجرة ويشعر أنها له وعندما يرى الموظف أن تعبه لا يذهب هدرا فهذه كلها ممارسات تعزز الهوية وتنمي الإحساس بالانتماء

إننا بحاجة إلى رؤية وطنية متكاملة لاختصار المسافة بين المواطن ودولته رؤية تجعل من الهوية جدارا يحمي الوطن من أية محاولة للتمزيق أو التشكيك أو الإقصاء هوية لا تُقصي أحدا ولا تنحاز لفئة دون أخرى بل تحتضن الجميع وتحترم التنوع وتُعلي من قيمة المواطنة على أي انتماء آخر

الهوية الوطنية الجامعة ليست شيئا نُمنّ به الناس بل هي حقهم الطبيعي الذي يجب أن يصان وهي ليست ترفا فكريا بل ضرورة وجودية لبقاء الوطن واستقراره ونهوضه

حين يشعر كل مواطن في قرية نائية أو مدينة مزدحمة أنه لا يقل شأنا عن أي مسؤول وأنه جزء أصيل من قصة هذا الوطن وأن تعبه يُحتَرم وصوته مسموع وكرامته مصانة عندها فقط يمكننا القول إننا نبني هوية وطنية جامعة

وحتى نصل إلى هذه المرحلة لا بد من مراجعة شاملة لكل أدواتنا ومناهجنا وسياساتنا لا بد من أن نُعيد الاعتبار للفعل المحلي ولروح التطوع وللعمل الجماعي فالهويات الحقيقية لا تُصنع في المؤتمرات بل تُبنى في الورش وفي الحقول وفي ساحات النقاش وفي دموع الصبر وفي فرح الإنجاز

الهوية ليست ما نقوله عنها بل ما نفعله بها إما أن نجعلها مشروع بناء وطني متين يشمل الجميع ويحتضن الكل ويُشرك الناس ويُعزز الثقة أو نكتفي بها كعبارة منمقة نرددها كلما واجهنا أزمة أو أردنا خطبة إنشائية

نعم إن الهوية الوطنية الجامعة ليست خيارا بل قدر لا يُؤجل ومصير لا يُؤمن إلا به فمن دونها لن نستطيع الوقوف أمام العواصف ولن نتمكن من العبور إلى المستقبل الآمن المستقر القوي.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.
بقلم : حاتم القرعان











طباعة
  • المشاهدات: 4780
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-07-2025 03:50 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم