02-07-2025 02:57 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
هل تغيّرنا كثيراً إلى حدود التماهي وغياب اليوميات التي عهدناها من إيثار وألفة كانت تطوق مجتمعنا ببساطته، وهل هي تكلفة التغيرات التي اجتاحتنا؟
أخلاق تغيّرت وقيم جديدة غرست من أوتادها بيننا، وحالة من الصراع بين "الحداثة" و "الماضوية" وازدواجية الشخصية ولربما تعددها بتنا نلمسها في المجتمع... ومفاهيم من الأنانية التي وصلت إلى حدود القطيعة مع الآخر، وتعزز الفردية وغياب المنافسة وتحولها إلى صراع هي ظواهر لربما ليست بجديدة ولكنها أيضاً ليست بقديمة!
فثمة سؤال يطرح نفسه على المتأمل في يوميات الأردنيين والسالك لدروبهم وطرقاتهم، هو أن كثيراً من الظواهر باتت تجتاح مجتمعنا في التفاصيل، ومنها حالة التوتر التي تلقي بظلالها على المارة والسائقين، وفي أحيان كثيرة يقفز في ذهنك سؤال: لماذا تغيّر الأردنيون كثيراً؟!
ففضلاً عن الوجوه المتجهمة التي لربما أثقلتها ظروف الحياة وأعباؤها المادية، هناك حالة من تغيّر كثير من الأخلاق التي لطالما ألفناها من إيثار وهدوء وأخلاقيات سلوك في الدروب.
إذ كثيراً ما بات يعترضك وأنت في دربك أحدهم إما محاولاً إعاقة مسيرك أو تسمع تلك الكلمات النابية المتداولة التي لأعوام مضت لم تكن دارجة أو تطرق أسماعنا!
ترى ما الذي دهانا؟ وما الذي نشب فينا أظفاره؟ هل هو تغوّل المدنية علينا؟ أم هو الحياة التي داهمتنا بتفاصيلها الكثيرة وعلى حين غرة!
لعقود خلت كنت وأنت تسير في الدروب تدرك من اللباس والسلوك الخلفية الثقافية والحالة المادية لأي ممن تلتقيه، ولكنك اليوم تتأمل ولا تكاد تلتمس الحدود الفارقة، فتماهى الفقير مع الغني والقروي مع المدني، والمتعلم مع الجاهل، ولم يعد هناك أي فرق يذكر.
فالقيم هي مادة الروح الإنسانية التي تعبّر عن خصوصية المجتمع، وتبدلها على هذا النحو من السلبية يعني قرع الجرس من قبل الأطر المعنية... والتي من بينها وزارة التربية ووزارة الثقافة ووسائل الإعلام والجامعات وغيرها من الأطر المعنية ببناء النموذج الذي يجب أن نكون عليه.
مع الأخذ والإدراك لما حل بنا من حداثة منها تبدّل النظم الاقتصادية فمجتمع شهد تحولاً سريعاً من نمط ريفي زراعي وغاب ريفه (أي مستودع قيمه) بحاجة إلى توليفة جديدة تبث فيه القيم توفرها الأطر المدركة والواعية بدءًا من المدرسة وصولاً إلى أقصى وسيلة إعلامية خاصة وأننا بتنا نرى جيلاً يتشكل كثيراً ما تغلب على مفاهيمه سلبيات من الأنانية والصراع واللامبالاة بمصالح الآخرين، ولو بحقهم في الطريق ببعض الأحيان.
هذه الظواهر، على عللها، يوازيها عالم "التواصل الاجتماعي" الذي أصبح رهين انطباعات، وضخ ثقافة سوداوية في الكثير من جوانبه، وينشر العديد من رسائل تحاول إما خلق الاحتقان أو تكريسه، أو خلق حالة من التشويش أو حتى آراء مجزوءة، تخلو من الوجاهة أو حتى اللباقة الأردنية المعتادة.
فمن يوقف استنزاف القيم... ويصون ما تبقى من مفاهيم حميدة تكتنز كثيراً من نفوس الأردنيين الكرام، وهي قيم أصيلة ومساحاتها البيضاء ممتدة رغم ما نتحدث عنه من معلل..!0
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-07-2025 02:57 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |