سرايا - بيع شركات الطيران لعدد تذاكر أكثر من المقاعد المتاحة على متن الطائرة، وهي ممارسة تُعرف باسم الحجز الزائد (Overbooking)، قد تبدو للوهلة الأولى غير منطقية أو حتى غير عادلة للمسافرين. ولكنها في الواقع استراتيجية تجارية مدروسة تعتمد عليها شركات الطيران لزيادة أرباحها وتقليل خسائرها المحتملة.


شركات الطيران لديها سنوات من البيانات والإحصائيات التي تُظهر أن هناك نسبة معينة من الركاب الذين يقومون بحجز تذاكرهم لا يحضرون للرحلة في النهاية. الأسباب متعددة: قد يغيرون خططهم، يفوتون الرحلة، يُصابون بمرض، أو لا يحضرون لرحلة العودة بعد استخدام تذكرة الذهاب فقط (خاصة عندما تكون تذكرة الذهاب والعودة أرخص من تذكرة الذهاب فقط).

من خلال بيع عدد قليل من التذاكر الزائدة عن المقاعد، تهدف شركات الطيران إلى ضمان امتلاء الطائرة تقريباً في معظم الرحلات، وتعويض الخسائر التي قد تنتج عن المقاعد الشاغرة.

في عالم السفر الجوي المزدحم، يُمنع ما يقرب من ستة ملايين مسافر سنويًا من الصعود إلى الطائرة بسبب حجز شركات الطيران تذاكر أكثر من المقاعد المتاحة. وقد اتّبعت شركات الطيران هذه الممارسة، التي تتضمن بيع تذاكر أكثر من المقاعد المتاحة، لضمان امتلاء الرحلات قدر الإمكان، نظرًا لغياب نسبة معينة من المسافرين عادةً. إلا أن هذه الاستراتيجية تؤدي أحيانًا إلى وصول عدد أكبر من المسافرين إلى البوابة يفوق عدد المقاعد المتاحة، مما يؤدي إلى استبعاد العديد منهم من رحلاتهم قسرًا.

مع استعداد المسافرين لمغامراتهم أو رحلات عملهم القادمة، من الضروري فهم كيفية حدوث الحجز الزائد، وأسباب استمرار شركات الطيران في استخدام هذه الطريقة، والإجراءات المتخذة لمعالجة هذه المشكلة المهمة. تُقدم التقارير الرسمية الصادرة عن وزارة النقل الأمريكية (DOT) وإدارة الطيران الفيدرالية (FAA) معلومات قيّمة حول تأثير الحجز الزائد، وكيفية تأثر المسافرين، والإجراءات المتخذة لمعالجة هذه المشكلة. من خلال دراسة هذه المصادر، نحصل على صورة أوضح لما يتم اتخاذه للحد من إزعاج الحجز الزائد.