حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,2 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3963

يعقوب ناصر الدين يكتب: دقة التحليل وسلامة الموقف!

يعقوب ناصر الدين يكتب: دقة التحليل وسلامة الموقف!

يعقوب ناصر الدين يكتب: دقة التحليل وسلامة الموقف!

30-06-2025 09:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
لم تعرف هذه المنطقة حالة مثل تلك الحالة التي تعيشها منذ شهر أكتوبر 2023 بكل ما شهدته من صراعات وتغيرات وتناقضات، واليوم تسود أجواء من الريبة والشك وعدم الفهم للطريقة التي تدار بها التوازنات والمصالح والأهداف، بل إن الطريقة التي تمت بها عملية وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بتدخل مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد توجيهه ما يوصف بالضربة القاضية للمشروع النووي الإيراني ستظل أحجية على مر الزمن خاصة وقد ختمها بالقول ( بارك الله في إيران ) !


لم يكن سهلا فهم معظم ما شهدته المنطقة من حرب إبادة على غزة ، وعدوان متعدد الأشكال والوجوه على القدس والضفة الغربية، وانقلاب في مجرى الأحداث في سورية، وقبلها في جنوب لبنان، وكنا هنا في الأردن تحت أجواء لا نقبل أن ينتهكها أي طرف، نتمسك بموقف العقل والضمير وبكل المعايير والتعابير والمبادئ التي عبر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي فاق الجميع في دقة تحليله لما يحدث، ولماذا وكيف حدث، وإلى أي مدى سيذهب الأمر في نهاية المطاف.

ها هو المشهد أمامنا اليوم لا هو نهاية حرب ولا هو بداية سلام، قائم على احتمالات كثيرة، نسمع الشيء ونقيضه في اليوم الواحد أكثر من مرة، وهناك من يعتقد بأن هذه الجولات من الحرب المدمرة هي التي سترسم صورة الشرق الأوسط الجديد، وتلك الصورة التي ترسم بالصواريخ لن تكون جميلة على أي حال، وهذا يجعلنا نفهم الآن مواقف جلالة الملك بشكل أفضل عندما كان يؤكد في كل مساعيه التي بذلها من أجل وضع حد لهذا الجنون على ضرورة عدم الانسياق وراء الأوهام الكاذبة، والأجندات المشبوهة، والعودة إلى منظومة القيم الأخلاقية التي تحمي كرامة الإنسان وحقه في الحرية والأمن والاستقرار والتطور والنماء، محذراً من أن ثمن إدارة الظهر لتلك القيم، ولغياب الضمير سيكون باهظا على الجميع!
كنا نقول، وما زلنا نقول إن الأردن لم يكن في أي لحظة من لحظات هذه الفوضى والنيران المشتعلة على نطاق واسع إلا بلداً قوياً بقول الحق والعدل، وأن أولئك الذين راحوا يشوهون مواقفه هم في الغالب الأعم جزء من تلك الأجندات وأدواتها المعروفة، وفي المقابل فإن الأردن قد تجاوز الاختبار الأهم حين واصل دوره السياسي والأخلاقي والإنساني، وحمى سماءه وأرضه ومياهه، وحافظ على دوره ومكانته الإقليمية والدولية، وعلى مصالحه العليا بالرغم من الضغوط، وعدم الانسجام أحياناً في سياق علاقاته التقليدية من دول صديقة بسبب تمسكه ودفاعه عن الشرعية الدولية وكل ما يتصل بها من منظمات ومعاهدات واتفاقيات، وعدم قبوله بأي مشروعات من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، أو التحايل على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بالرغم مما يحاول المحتل الإسرائيلي جعل ذلك الهدف مستحيلاً وقد وضع جلالة الملك المعادلة أمام الجميع على هذا النحو : إما أن تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية وإما أن هذه المنطقة لن تعرف السلام أبداً، مهما بلغت عنجهية القوة وجنون العظمة!
فهم الأردن لما جرى كان دقيقاً وصحيحاً، وفهمه للآتي مبني على قاعدة سليمة من التحليل والتدقيق، بل ومن الثقة بأنه لا يحيد عن الحق، ولا يرضخ للضغوط، ولا يقبل بما يمكن أن يمس بمنظومة القيم والمبادئ والمثل العليا التي قامت عليها دولته النقية، ومهما كانت التضحيات في سبيل الصمود والثبات.











طباعة
  • المشاهدات: 3963
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-06-2025 09:32 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم