30-06-2025 09:31 AM
بقلم : نضال منصور
أسدل الستار على الحرب بين إيران وإسرائيل، ولكن صدى الأسئلة، وضجيجها لم يتوقف، وما زالت حالة الترقب على حالها، والمخاوف أن تكون حرب الاثنا عشر يوما حلقة من حروب قادمة.
أكثر سؤال طرح من المتابعين؛ من هو المنتصر، ومن هو المهزوم في هذه الحرب؟
رغم أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن خسائر الطرفين، وإذا ما استبعدنا حروب التضليل التي تمارسها كلتا الدولتين؛ فإنه يمكن القول أن لا أحد خرج منتصرا بشكل كامل، ولا أحد خرج مهزوما بشكل مطلق، فإيران لم تنتصر، ولكنها أيضا لم تهزم، أو تسحق، ودولة الاحتلال الإسرائيلي لا تستطيع أن تدّعي النصر المطلق، وهي أيضا لم تخسر كثيرا.
يمكن القول إن هجوم اليوم الأول على إيران كان فوزا مظفرا لإسرائيل، ضربت أهدافا نووية، اغتالت قيادات عسكرية مهمة جدا، ووصلت إلى علماء إيرانيين بارزين، وكشف هذا الهجوم المباغت عن اختراق استخباراتي إسرائيلي هائل للدولة الفارسية، وقدرة مدهشة في السيطرة على سماء إيران، واستباحتها بشكل مطلق، وغابت كل أشكال المواجهة الإيرانية، فلا السلاح الجوي، ولا مواجهات تذكر.
احتاجت إيران لوقت لتستعيد توازنها، وقررت خوض معركة رد الاعتبار، والانتقام، ومحاولة لإعادة التوازن في الردع، وقد نجحت صواريخها البالستية في تهديد إسرائيل، واختراق كل منظوماتها الدفاعية، ربما لم تلحق خسائر فادحة، ولكنها كانت كافية للتأكيد أنها ليست دولة حصينة، وأنها دون الدعم اللامحدود من واشنطن ستخسر هيبتها، وهزيمتها ممكنة، وليست مستحيلة.
بعد 12 يوما أوقف الرئيس الأميركي الحرب بعد أن شاركت واشنطن في الهجوم على المفاعلات النووية بشكل مباشر، وما بين تأكيد الولايات المتحدة أن الضربات حققت أهدافها، وإنكار إيراني، يمكن القول إن المشروع النووي الإيراني إن لم يدمر، فقد تأخر كثيرا.
قبل موعد وقف إطلاق النار أطلقت طهران صواريخها باتجاه قاعدة العديد في قطر، في رسالة واضحة أن إيران لن تسكت عن أي اعتداء حتى ولو كان أميركيا، وقبل الرد أبلغت طهران الدوحة أنها ستقصف القاعدة الأميركية، واعتبر ما حدث رغم أهميته للداخل الإيراني، وحفظ ماء الوجه، الفصل الأخير فيما اعتبر مسرحية محددة الأدوار سلفا، ولن تؤدي للتصعيد، بل هي ضرورة لوقف الحرب.
توقفت الحرب، وماذا بعد، أسئلة عالقة دون إجابات، وسيناريوهات متعددة للمستقبل؟
هل انتهت الحرب، أم ستعاود تل أبيب عدوانها من جديد لأن حربها لم تحقق كامل أهدافها؟
هل كانت الحرب على إيران فقط لتدمير البرنامج النووي الإيراني، أم أن الخطة الإسرائيلية كانت تتعدى ذلك لإسقاط النظام؟
هل تتقاطع واشنطن وتل أبيب في الأهداف المتعلقة بالملف الإيراني، أم أن ترامب لا يوافق على كل أهداف نتنياهو، وربما في مقدمتها إسقاط النظام الإيراني، وهل كان بإمكان الطائرات الإسرائيلية اغتيال المرشد، ولم تأخذ ضوءا أخضر من واشنطن على تنفيذ ذلك؟
هل استمرار النظام الإيراني ضرورة أميركية ليظل نفوذها في المنطقة بحجة حماية دول الخليج من الخطر الإيراني، وتظل حالة الاستنزاف، والابتزاز مستمرة؟
هل سينتج العدوان على إيران مزيدا من العداء، أو أن ما حدث سيكون المدخل الأساسي لتعديلات جوهرية على النظام الإيراني نحو تخليه عن كل أجندة «نظام الملالي»، وذهابه إلى مفاوضات مع واشنطن يتخلى فيها عن برنامجه النووي، ويعاد تأهيله من الداخل ليقدم نماذج قيادية أقرب إلى الرئيس الأسبق خاتمي؟
رغم أن الصواريخ الإيرانية التي دكت إسرائيل كانت تثير الفرح عند الشارع العربي، فإن الموجع أن الحرب انتهت دون أي شروط من طهران لها علاقة بوقف الحرب على غزة، أو حتى هدنة مؤقتة، وهذا كان مدعاة للحديث عن أن شعار وحدة الساحات سقط قولا، وفعلا، وليس أكثر برهانا أن صواريخ حزب الله لم تنتصر لإيران الراعي الرسمي لها خلال كل أيام العدوان عليها.
آخر الأسئلة هل أنهت الحرب على إيران المستقبل السياسي لنتنياهو، وما تصريحات ترامب المطالبة بإغلاق القضايا القانونية المحركة ضده في تل أبيب سوى مخرج أمن لإزاحته من سدة السلطة، لأنه أصبح عبئا، والمطلوب تفاهمات جديدة في كل الملفات لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، ونتنياهو لا يصلح أن يبقى في المشهد، خاصة إذا كان المقصود توسيع التطبيع الإبراهيمي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-06-2025 09:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |