29-06-2025 09:36 AM
بقلم : عبدالحافظ الهروط
تتباين الآراء حول وجود وزارة الشباب من عدم وجودها، فقد كانت ذات سنوات منصة لحكومات أدرجتها ضمن الوزارات المهمة عند التشكيل، وأخرى كما لو أن الوزارة مجرد «زيادة عدد» قابلة للدمج أو استبدالها بمسمى آخر.
حدث هذا التحول في بداية القرن الحالي، عندما أُلغيت الوزارة وحل محلها» المجلس الأعلى للشباب».
الحقيقة أنه لم يتغير من حيث برامج العمل الشبابي، سوى » اسم اللوحة» التي اعتلت المبنى الرئيسي.
ولكن الفارق الذي حدث، أن العمل الشبابي شهد «ثورة بيضاء» انطلقت واستمرت نحو ست سنوات، ولفتت المجتمع الأردني والدول العربية، فكانت المشاركات الأردنية - العربية، و - الأردنية - الدولية، ملموسة ولها أثر أينما وجدت.
هذا يقودنا إلى أن نوعية البرامج الشبابية وكفاءة الكوادر ودعم الحكومات الأردنية، جعلت الحراك الشبابي الأردني، في مقدمة العمل العربي للشباب، وقد اتضح عندما أصرّت الوزارات والهيئات الشبابية في الدول الشقيقة، على أن يكون الأردن: » البلد المنظم»، وتمثّل هذا التميز بـ«لقاء شباب العواصم العربية»، وهو لقاء استحدثه المجلس الأعلى عام 2003، ويواصل استمراريته حتى يومنا هذا، حيث تستعد الوزارة، كالعادة، لاستضافة اللقاء الشهر المقبل.
في الحديث عن معسكرات الحسين للعمل والبناء، وقد انطلقت أمس، وهي التي بدأت في عهد مؤسسة رعاية الشباب، قبل سبعة وخمسين عاماً، فإن هذا البرنامج الوطني، ظل تميّزه مقروناً بمدى نجاح سياسة المؤسسة ثم الوزارة ودورهما في تبني العمل الشبابي وقدرتهما على جذب قطاع هذه الفئة العمرية، وبخاصة أبناء المحافظات.
كانت المعسكرات تقوم على تنفيذ العمل التطوعي في زراعة الأشجار وتزيين أرصفة الشوارع وبناء الجدران المدرسية والرسومات والخطوط،وتسوية وإعداد الملاعب الرياضية وصيانة الغرف الصفية، وغيرها من أعمال حرفية، وكلها تكشف مواهب وقدرات وتفاعل الشباب مع هذه الأعمال.
وزادت المعسكرات عليها، تسلّح المشاركين بالتدريبات والمفاهيم العسكرية، فشكلت جميعها أثرها في أذهان المجتمع، حينها.
طرأ على المعسكرات تغييرات، يراها (اليوم) وزير الشباب المهندس يزن شديفات والأمين العام د. مازن أبو بقر بـ» التطورات»، والمقصود بها، برامج التكنولوجيا الحديثة التي يتعامل معها الشباب في مجالات التوعية واكتساب مهارات جديدة، تؤهلهم إلى سوق العمل، وليس للترفيه في وقت بات الفراغ فيه أكثر عبئاً على حياتهم اليومية.
ولعل ما تقوم به الوزارة من محاولات لتفعيل التشاركية مع الوزارات والمؤسسات الوطنية الأخرى، بما فيها مؤسسة ولي العهد، يفتح الأبواب أمام الشباب الأردني، ليواصلوا دورهم، وبما يفيدهم من مهارات جديدة لم تتوافر لأجيال سبقتهم.
فيما تبدو مقولة «إن من الضرورة أن يتولى وزارة الشباب، وزير أو أمين عام من فئة الشباب»، مقولة محل خلاف، ذلك أن نجاح قيادة أي وزارة أو مؤسسة وطنية، لا يتحقق إلا بكفاءة وقدرة المسؤول على توظيف وتوجيه كوادر الوزارة/ المؤسسة، للمصلحة العامة، وإنصاف القوى العاملة في الحقوق والمساءلة عند القصور في الواجبات.
يظل وزير الشباب الشديفات وأمين عام الوزارة ابو بقر، أمام اختبار، في ما إذا جعلا العمل الشبابي الحالي، عملاً سيترك أثراً على الساحة الأردنية، أم أنه مجرد محاضرات وتصريحات، كالتي نسمعها من مسؤولين آخرين في مختلف وسائل الاعلام، وهو ما لا نتمناه ويمقته الشباب، تحديداً.
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-06-2025 09:36 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |