28-06-2025 01:24 PM
بقلم : الدكتور صبري الدرادكة
هذا ليس انتقادًا مجرّدًا، بل دافعٌ للحرص على المصلحة الوطنية العليا وسلامة أبنائنا وبناتنا الطلبة الذين خاضوا امتحان الرياضيات للفرع العلمي في ظروف خارجة عن المألوف، بل وخارجة عن المنطق الإنساني والتربوي في آنٍ واحد.
لقد شهد امتحان الرياضيات – كما ورد في إفادات آلاف الطلبة والمعلمين – درجة عالية من التعقيد، جعلته يفوق القدرة الاعتيادية لغالبية الطلبة. وقد أشار أساتذة جامعات وتربويون إلى أن طبيعة الأسئلة كانت أقرب إلى اختبارات الذكاء الاصطناعي أو التحليل المجرد، منها إلى امتحانات تقيس الفهم الحقيقي لمحتوى المنهاج.
ربما يلجأ أولياء الأمور إلى رفع دعوى قضائية، ليس فقط بسبب الشكوك المتزايدة حول صعوبة الامتحان وتجاوز المعايير المتبعة واحتمال استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد امتحان الرياضيات بطريقة غير منضبطة تربويًا، بل أيضًا نتيجة عدم اتخاذ التدابير الاحترازية التي يفرضها قانون الدفاع المدني في المواقف الطارئة، عندما أطلقت صفارات الإنذار في امتحان اللغة الإنجليزية.
إن أبناءنا الطلبة ليسوا مجرد أرقام في نتائج الامتحانات، بل هم أساس هذا الوطن ومستقبله. وما حدث في امتحان الرياضيات يعكس حاجة حقيقية إلى مراجعة شاملة لمعايير إعداد وتدقيق الامتحانات، مع التأكيد على ضرورة تحصين العملية التعليمية من أي استخدام خاطئ يؤدي إلى الإضرار بالطلبة.
فلا تعليم بلا عدالة، ولا تقنية دون رقابة تربوية.
كما أننا لا نتمنى أن يتم إلغاء هذين الامتحانين في حال رُفعت دعوى من أولياء الأمور، بل نأمل أن تُحل هذه الإشكالية من قبل وزارة التربية والتعليم ضمن إطارها المؤسسي الداخلي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-06-2025 01:24 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |