28-06-2025 09:45 AM
بقلم : رولا المغربي
منذ يومين وأنا أُحاول لملمة أفكاري لمحاولة إعادة التوازن النفسي لأُحسِنَ التحليل . وأُحسِن صياغة الدروس المستفاده. سمِعتُ الكثير من المحللين ، ممن اتفِق مع رؤاهم أو استهجِن التحليل.
لذا سأبدأ من حيث انتهى المحللون وسأحاول أن أخرج من الصندوق،
جرت العاده حين نفشل ان نكون جُرماً مضيئاً بين العمالِقه أن نُلقي باللوم على الحكومات والأنظمه ، نحنُ قومٌ طيّبون (لن اقول ساذجون) ، يُسعِدنا طرب الكلمات التي تجعلنا ننتشي ونزهو بأمجادنا وتاريخنا المحفوف بالتزييف. بأنّنا حَكمنا العالم يوماً ما .الثابت أنّ الدوله الاسلاميه توسّعت في عهد الخلافه الراشده لتشمل الجزيره العربيه ثم العراق ثم الشام ثم مصر وأجزاء من فارس ،أعظم توسع كان في عهدالخلافه الأمويه شرقاً حتى حدود الصين غرباً حتى الاندلس شمالاً الى القوقاز واسيا الصغرى جنوباً الى شمال افريقيا في هذه الفتره تحديداً كانت كانت الدوله الاسلاميه اكبر امبراطوره بالعالم ، أما في عهدالخلافه العباسيه (٧٥٠-١٢٥٨)فكان التركيز اكثر على العِلم والحضاره.ثم في عهد الدوله العثمانيه امتدت لثلاث قارات اسيا اوروبااالشرقيه والشرق الاوسط وشمال افريقيا تاريخنا ،كانت قوه عالَميه عظمى في ذلك الوقت ، لكن اعظم مما يمكن ان يقال عن اسباب هذه السيطره وهذا النفوذ شبه العالمي ان المسلمون الأوائل كانوا يحملون عقيدةً نقيّه لم يكن قد دُسّ فيها سمّ السياسه بالقدر الذي قد يتسبب في انهيار الدوله.فوحدة الهدف والتنظيم السياسي وتبنّي العلماء وظهور قاده عسكريون يترفعون عن السياسه. والاصرار على إقامة العدل بنظام قضائي غير مسيّس ساهمَ في بزوغ عدالة الاسلام الحقيقيه.لايخلو تاريخ في العالم من التلفيق والأكاذيب لكن الأكيد أنّ بداية الصراع السياسي ابتدأ بعد الفتنه الكبرى بين علي ومعاويه ،كان صراعاً سياسياً بحتاً لا عقائدياً فظهرت الروايات الكاذبه التي تخدم كل طرف وفق ما يشتهي،،يُعدّ التاريخ الإسلامي في القرون الأولى من اكثر التواريخ دقةً بفضل التدوبن المبكّر ، لكن من القرن ١٧ فما بعد اكثرها دقةً بفضل التوثيق العالمي والوثائق والسجلات ، لكل امّه من الأمم ما ترغب باثباته لتأكيد وجودها في هذا العالم فتعمد الى مجموعة اكاذيب تم الإتفاق عليها لتُكتَب على شكل تاريخ ،.
في مرحله من المراحل صدّقنا التاريخ ، لكننا بدأنا نكشف التزييف ، لكن التصحيح هو لعنه تُصيب كل من فكّرَ ان يعبث برواكد الفكر العقيم. امتلأ التاريخ الاسلامي بالخيانات لكنها ليست من الاسلام بل من نفوس البشر التي غلبَ عليها المصالح والأحقاد والطمع .
ليس التاريخ وحده من يتحمل عبئ التعتيم ، لكن التشويه الذي حصل في الفكر الإسلامي هو من تسبب في تشويه صورة الإسلام، وحصره في محاريب تعتزل العالم بحجة درء الفتن لكن اكثر ما يخشاه الأعداء عقلك لا صلاتك ، في حروبنا نحن المسلمون مع باقي الأمم يتم استهداف العلماء واصحاب العقول لا الشيوخ واصحاب العمائم . لم يذكر التاريخ ان الاعداء قصفوا يوماً مكه او المدينه او كربلاء هم لايخشَون صوت الأذان او كثرة المساجد ما يُخيفهم حقاً مراكز البحوث العلميه وتجارب التفاعلات الكيميائيه ومصانع العقول الذكيّه.في الحرب على العراق قُصِفت بغداد واغتِيلَ العلماء لا المشايخ وفي التناوش مع باكستان اغتيل العلماء لا الفقهاء وفي الحرب الاخيره استُهدِفَ العُلماء قبل المنشآت فايران لم تضطر الى استجداء الاسلحه من الخارج فجميع اسلحتها(صُنِعَ في ايران).
هم أمَمٌ عرفت اسباب ثباتهم ، بأنّ العقول المشحونه بالعلم أخطر على وجودهم من القنابل النوويه .
الدين ليس عائقاً لتنهل من العلوم ، بل الخشيه من ان العقول المفكّره ستكون عقبةً امام جائعي السياسه فتمّ وأد الشغف وطموح التفكير عند الانسان العربي بقيد الخوف من ان تلتهمنا الأمم الأخرى بعلومها فابقَ حيث انت واكتفي بطاعة ولي الأمر.
لا اعلم كيف ابتدأت بالتاريخ الاسلامي وانتهيت بثبات الأمم. لكن يبدو اني لازلت أعاني من اضطراب يُلاحقني بانتظار الإجابه العقيمه للسؤال الذي لابدّ منه : (متى سنبدأ
ببناء الإنسان العربي وكيف سيتكامل البناء بالإنسان العربي المسلم دون تدخّل السياسه ودناءة السّاسه )؟؟؟
رولا المغربي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-06-2025 09:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |