26-06-2025 08:42 AM
بقلم : سلام الأسعد
بعد أسابيع من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، أعلنت العاصمتان قبول وقف لإطلاق النار بوساطة دولية، في خطوة وصفت بأنها “ضرورية لتجنّب كارثة إقليمية كبرى”. الحرب، التي هزت الشرق الأوسط، أثارت مخاوف من انفجار شامل يهدد استقرار المنطقة، لكن التهدئة الحالية تفتح باب الأسئلة أكثر من الإجابات.
جاء إعلان وقف إطلاق النار بعد سلسلة من الضربات المتبادلة، التي شملت منشآت حيوية ومواقع عسكرية، إضافة إلى هجمات سيبرانية واسعة النطاق. وقد تسببت المواجهة بخسائر بشرية ومادية جسيمة في كلا البلدين، وامتد تأثيرها إلى دول مجاورة مثل لبنان وسوريا والعراق، حيث تنشط قوى حليفة للطرفين.
الهدنة تمت بوساطة دولية شاركت فيها الأمم المتحدة، وتركيا، وقطر، وبدعم من الولايات المتحدة وروسيا، وتهدف إلى تهدئة الموقف وفتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين.
ورغم التهديدات المتبادلة، يبدو أن كلفة الحرب كانت أكبر من قدرة الطرفين على التحمل. الوضع الاقتصادي المتدهور في إيران، والضغوط السياسية الداخلية في إسرائيل، إضافة إلى تحذيرات دولية من خروج الأمور عن السيطرة، دفعت الجميع نحو خيار التهدئة.
كما لعبت الضربات التي استهدفت قواعد أمريكية في قطر والعراق دوراً حاسماً، حيث تدخلت واشنطن مباشرة لإجبار الطرفين على وقف التصعيد.
هل انتهى الصراع؟
رغم وقف إطلاق النار، تبقى جذور الصراع قائمة. فلا تزال إيران مصرة على دعم حلفائها في المنطقة، بينما تواصل إسرائيل العمل على منع أي تهديد لأمنها القومي، خصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
محللون يعتبرون هذه الهدنة مجرد استراحة، لا نهاية للصراع، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات أوسع تشمل الأمن الإقليمي، والوجود العسكري، والملف النووي، والتدخلات الخارجية.
موقف الشارع العربي
انقسمت الآراء الشعبية في العالم العربي بين مؤيد لإيران كمقاومة ضد “العدو الإسرائيلي”، وبين من يرى أن الحرب لم تكن سوى صراع نفوذ لا علاقة له بالقضية الفلسطينية أو مصالح الشعوب. في كل الأحوال، الحرب كشفت هشاشة الأمن الإقليمي، وعمق الانقسامات.
الحرب انتهت، لكن التوتر لا يزال في الأفق. هل نشهد تحولاً حقيقياً نحو الحلول الدبلوماسية؟ أم أن الشرق الأوسط سيظل ساحة لصراعات لا تنتهي؟
الأسابيع القادمة وحدها ستحمل الجواب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-06-2025 08:42 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |