24-06-2025 11:48 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ليس لدى الدولة العالمية العميقة التي يمثلها حصريا دولة عظمى يقودها " رئيس وزراء " اي اعتراض او ممانعة على ان يكون في ايران ضباطاً عسكريين برتبة مُشير يحصلون عليها لبراعتهم في ايجاد طريقةٍ مبتكرة لزيادةِ كمية الانتاج من الزعفران الذي عرفَته البشرية منذ ما قبل القرن العاشر قبل الميلاد كمنتَج لا يوجد الا في مقاطعات خراسان وأصفهان ، ولا مانع أيضاً من ان تمتلئ صدور هؤلاء الضباط بكل اصناف الكواكب والنجوم بل بالمجموعة الشمسية بكامل اطيافها، لان هذا جهد عظيم يستحق الرتبة وزياده، فبدلاً من ان يكون الانتاج السنوي ٣٠٠ طن فليكن مثلاً ٤٠٠ طن لِمَ لا ، فالزعفران مادة أساسية في موائد الطبقة المخملية ، اصحاب الروقان الذهني والفكري البعيد جداً عن الصخب والضوضاء .
ولن يمانع هؤلاء الأوصياء بأن يكون لدى ايران قادة عسكريون يحملون رتبة لواء بأعداد كبيرة اذا ما اسهموا في سد النقص الحاصل في فرش المساجد الاسلامية المنتشرة في ارجاء الارض فقد أصبحت ركنا مهماً من اركان"الفن" المعماري في بناء المساجد في العالم الاسلامي وهي مظهر من مظاهر الدين المعاصر ، وحيث ان السجاد الايراني يُعتَبر أيقونة السجاد العالمي من حيث جودة الانتاج وبراعة التصميم وانتقاء الألوان فلا بد من وجود هؤلاء المبدعين من اصحاب الرتب العالية للإشراف على هذا العمل وهذا امر محمود وتقديم الشكر والدعم المعنوي امر لا بأس به ويدعون الى دعمه وتطويره .
أنتجت ايران في العام ٢٠٢٤ ما مقداره ٢١ طن من الكافيار المنتَج من المزارع وما مقداره ٥ الاف طن تقريباً من سمَك الحفَش الذي يوجد حصرياً في بحر قزوين والذي يُعتَبر الكافيار المنتَج منه هو الاعلى جودة في العالم على الإطلاق ولا منافسةَ له وان نسبة الانتاج تبلغ ما يقرب من ٥٠٪ من الانتاج العالمي ،
كما انه لا يخفى على احد جودة المكسرات الايرانية اضافة الى الزبيب والعسل وكل هذه منتجات غذائية طبيعية معظمها مخصص لطبقات اجتماعية تعيش عالماً آخر غير الذي يعيشه الناس بالعموم منعزلون عن الواقع تماماً ولو كانت تحيط بهم العواصف من كل مكان ، وهولاء هم المتخصصون في البحث عن كافيار الخفَش لانهم يعيشون عالمًا افتراضيًا يتطلب هذا النوع من الرفاه الغذائي.،
وبناء على هذه المعطيات فان الجيش الايرانى بكافة قطاعاته ومُرتَّباته عليه ان ينخرط في عملية الانتاج لكل ما تم ذكره، وعندها فقط يصبح هذا الجيش بنظر هؤلاء الأوصياء جيشاً له مكانته العالمية المرموقه ويتم الاستشهاد بحُسن سلوكه وعندها ينضم الى قائمة الجيوش ( النموذجية ) والنموذج موجود بكثرة ويمكن الاقتداء به ،
وهذا حقيقةَ ما يُراد ان تكون عليه ايران وذلك بإغراقها بالملذات اضافة إلى ما هي غارقة به من ضنكٍ في العيش وفقرٍ وضيقِ حال .
إن مطالبة ايران رسمياً وعلناً بالاستسلام لأنها فقط تريد ان تمتلك قوة نووية سلميه هو امر فاضح للمجتمع والنظام الدولي بصورة اقبح مما ظهر عليه عقب الطوفان الذي سيُطيح لا محاله بهذا النظام العالمي المُنحرف والشاذ وان هذا الانسلاخ العالمي والتجرد من كل القيم والمبادئ الانسانية التي لا بد منها من اجل حياة انسانية كريمة يعيشها الإنسان حيثما وجد لن تدوم طويلاً لأنها خروج صارخ عن الفطرة الانسانية السليمة التي خلق الله الخلق عليها ،
ان ايران لن تكون طوع ورهن هؤلاء الذين يدعون الى استسلامها كما نسمع اليوم من المانيا وبريطانيا التي حرَّضَت كل اوروبا على ان تقف ضدها وعلى ما يبدو أنها نجحت في جعل هذه الدول تشترك معها ومع امريكا التي تم توريطها وجرها الى حرب لا ناقة لها بها ولا جمل ومن معها في ضرب ايران تماما كما فعلت يوم ان جعلت دول التحالف كلها تضرب العراق ، وإلا كيف يتم ضرب ايران التي تمتد على طول ألف وستمائة كيلومتر في ساعة واحده !!!
إن الرد الايراني على الاعتداء والقصف الامريكي للمواقع النووية الثلاث بضرب قاعدة العديد الامريكية بمجموعة من الصواريخ هو اشبه بالصفعة على الوجه وبغضِّ النظر عن حجم وضرر هذا الرد فإن هذا يُعتَبر رسالة شديدة القوة للعالم اجمع بأن ايران ليست لقمة سائغة وليست مطيَّة لاحد وانه بعد ضرب القوة العظمى سيكون ضرب مَن هم دونها اسهل ، وانها مستعدة لدخول حرب اقليميه وعلى ما يبدو ان هذه الضربة افقدت التوازن للبيانات التي تصدر على لسان الرئيس ترامب لانها غير منسجمة مع الواقع ومتضاربة بصورة اكبر وأوضح مما كانت عليه منذ ايام .
ايران امبراطورية الأكاسرة هي امة لها منهج وسلوك عابر للزمن وهي امةٌ صعبة المِراس لها إرث حضاري ضارب في التاريخ وهم اصحاب لعبة الشطرنج التي تُعتَبر خير ممثل للعقلية والفكر والثقافة الفارسية ،
وان الحكمة تقول ان العمل على فهمها ومراقبتها والتعايش معها اهم بكثير من الاستعداء الاعمى لها
فهي قادرة على الانخراط والتعامل مع الكثير من القضايا الاكثر خطورة وتعقيداً ومع مُخرَجات ونتائج هذه الحرب الدائرة اليوم لانها تجيد السباحة وقادرة على إغراق الكثيرين على شطآنها .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-06-2025 11:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |