حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,24 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5454

خالد ملحم يكتب: ذكاء الطفل في الأسئلة لا في الإجابات: كيف نعيد بناء العقل الطلابي؟

خالد ملحم يكتب: ذكاء الطفل في الأسئلة لا في الإجابات: كيف نعيد بناء العقل الطلابي؟

خالد ملحم يكتب: ذكاء الطفل في الأسئلة لا في الإجابات: كيف نعيد بناء العقل الطلابي؟

23-06-2025 01:48 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : خالد ملحم
في عالم يتغير بسرعة، لم يعد الهدف من التعليم مجرد تخزين المعلومات، بل تنمية العقول القادرة على التساؤل والاستكشاف. يقول الفيلسوف "كارل بوبر": "ليس لدينا معارف مؤكدة، بل كل ما لدينا هو أسئلة دائمة"، وهذه الروح يجب أن تكون أساس العملية التربوية.
فلماذا نُقيّم أطفالنا بإجاباتهم أكثر من أسئلتهم؟ بينما نعترف جميعنا إن الفضول الطبيعي: كنز الطفولة المهدور.

يلاحظ الآباء والمعلمون أن الأطفال يطرحون العشرات من الأسئلة يوميًا:
- "لماذا السماء زرقاء؟"
- "كيف تطير الطائرة؟"
- "ماذا يحدث لو اختفت الجاذبية؟"

لكن مع الوقت، يتلاشى هذا الفضول، لأن النظام التعليمي التقليدي يركز على "الإجابة الصحيحة" بدلًا من "السؤال الذكي".

دراسة أجرتها جامعات أوروبية عريقة" أظهرت أن طلاب المرحلة الابتدائية يسألون في المتوسط ما يزيد عن 50سؤال يوميًا، لكن هذا العدد يهبط إلى بضعة أسئلة فقط عند بلوغهم المرحلة الثانوية!

يأخذنا الفضول ..لماذا الأسئلة أهم من الإجابات؟

سؤال الطفل بوابة أبداعه كون معظم الاختراعات بدأت بأسئلة، مثل تساؤلات أينشتاين عن الزمان والمكان التي قادته إلى النظرية النسبية. و السؤال يُنمّي التفكير النقدي فالطفل الذي يسأل "كيف نعرف أن هذه المعلومة صحيحة؟" يتعلم الشك المنهجي، وهو أساس العلم. وبالتالي الأسئلة تحوّل التعليم من تلقين إلى حوار .
فعندما يسأل الطالب، يصبح شريكًا في عملية التعلُّم، وليس مجرد متلقٍ سلبي.

كيف نحول الفصل الدراسي إلى ورشة أسئلة؟

يقول "نيل ديغراس تايسون"، عالم الفيزياء الشهير:
"في مدارسنا، نحن نكافئ الإجابات، بينما في العلم، نكافئ الأسئلة."
فكيف نغير هذا النهج؟

نبدأها بتشجيع الأسئلة المفتوحة: بدلًا من سؤال "ما هي عاصمة فرنسا؟"، يمكن أن نسأل: لو كانت باريس شخصًا، كيف ستُقذ نفسها؟"
يليها تخصيص وقت "لأسئلة الفضول": مثل جلسة "سؤال الأسبوع" حيث يُناقش الطلاب تساؤلاتهم بحرية.
-يتبعها تعليم فنون السؤال: مثل:
- أسئلة التحليل: "ماذا لو غيرنا هذا المتغير؟"
- أسئلة التخيل: "كيف ستبدو المدرسة بعد 100 عام؟

نعود للتعليم العربي وأزمة كبت الأسئلة!

للأسف، لا تزال العديد من الأنظمة التعليمية العربية تعاقب الطالب إذا سأل خارج المنهج أو شكك في المعلومة. لكن التاريخ يذكرنا أن أعظم الحضارات قامت على التساؤل، من ابن الهيثم الذي سأل "كيف نرى الضوء؟" إلى الخوارزمي الذي طرح "كيف ننظم المعرفة؟".

ختاما :
لنُعيد للطفل حقه في السؤال.. وإذا أردنا جيلًا من المبتكرين، علينا أن نوقف مقولة "اسكت واستمع"، ونبدأ بـ "اسأل واستكشف". لأن الطفل الذي يتعلم كيف يسأل، سيكون قادرًا على اكتشاف الإجابات بنفسه، وهذه هي الغاية الحقيقية للتعليم.

علماء العصر النهضة اجمعوا أن "العلم ليس مجموعة إجابات جاهزة، بل هو رحلة لا تنتهي من الأسئلة."

ما رأيكم؟ كيف يمكننا تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة في المدارس والبيوت؟ شاركونا أفكاركم!











طباعة
  • المشاهدات: 5454
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-06-2025 01:48 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم