21-06-2025 09:03 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
تظهر الصورة المتداولة مؤخراً مشهداً يثير الكثير من التساؤلات والقلق: شاب يقف أو يركض بالقرب من ما يبدو أنه حطام صاروخ أو طائرة مسيرة، في منطقة وعرة ونائية. هذا المشهد، الذي قد يراه البعض مادة للضحك أو الإعجاب على منصات التواصل الاجتماعي، يطرح سؤالاً جوهرياً حول الوعي الفردي والمجتمعي تجاه المخاطر المحدقة.
هل ما يقوم به هذا الشاب هو مظهر من مظاهر الجهل بعواقب أفعاله، أم أنه سعي متهور ومحفوف بالمخاطر للحصول على "المشاهدات" و"الإعجابات" على حساب سلامته الشخصية؟ إن الاستخفاف بالحياة من أجل إضحاك الآخرين أو جمع التفاعلات الرقمية هو ظاهرة مقلقة تستدعي وقفة.
إن الاقتراب من مخلفات الحروب، سواء كانت صواريخ، قذائف، أو حتى طائرات مسيرة محطمة، ينطوي على مخاطر جمة قد لا تكون مرئية للعين المجردة. هذه المخلفات قد تحتوي على مواد متفجرة لم تنفجر بعد، أو مواد كيميائية سامة، أو حتى قد تكون غير مستقرة وقابلة للانفجار بأقل حركة. في الأردن، على سبيل المثال، وعلى الرغم من الأمن والاستقرار، إلا أن الحذر والوعي بمخاطر أي أجسام غريبة أو مشبوهة أمر بالغ الأهمية.
إن روح المغامرة أمر محمود، ولكن عندما تتحول المغامرة إلى تهور غير محسوب النتائج، فإنها تتحول إلى جهل محض. الواجب علينا، كأفراد ومجتمعات، هو تعزيز الوعي بالمخاطر المحتملة، ونشر ثقافة السلامة والحذر، خاصة في عصر أصبح فيه البحث عن الشهرة الرقمية يدفع البعض إلى تجاوز كل الخطوط الحمراء.
علينا أن نتذكر دائماً أن الحياة لا تقدر بثمن، وأن لحظة تهور واحدة قد تكلف الإنسان حياته أو صحته، وتجلب الأسى لعائلته وأحبائه. لذا، فالسؤال يبقى قائماً: هل ما نراه هو وعي بحجم الخطر، أم أنه جهل مطبق بعواقب اللعب بالنار؟ الإجابة تكمن في قدرتنا على التمييز بين المغامرة المحسوبة والتهور الأعمى، وترسيخ قيمة الحياة قبل أي اعتبارات أخرى.
المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-06-2025 09:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |