حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,13 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2302

المحامي أكرم الزعبي يكتب: الثقافة والتعليم والمونديال

المحامي أكرم الزعبي يكتب: الثقافة والتعليم والمونديال

 المحامي أكرم الزعبي يكتب: الثقافة والتعليم والمونديال

11-06-2025 09:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي أكرم الزعبي الرئيس السابق لرابطة الكتّاب الأردنيين
لو أخبرتَ أردنيًا في سنة 2000 بأنّ منتخب بلاده لكرة القدم سيتأهلُ لبطولة كأس العالم في سنة 2025 لسخرَ منك ووقع على ظهره من الضحك، فلم تكن فكرة التأهل لكأس العالم بالنسبة له حتى مجرد حلم، بل كان يمكنُ أن تُضاف إلى المستحيلات الثلاث، لكنّ خطةً جريئةً تبنّاها رئيس اتحاد كرة القدم الأردنية سمو الأمير علي بن الحسين جعلت المستحيل واقعًا وحقيقةً نشهدها اليوم.

بدأت الخطّة باستقدام المدرب المصري الشهير المرحوم محمود الجوهري الذي تخلّص من فكرة محاصصة وتوزيع تشكيلة المنتخب بين الأندية الكبرى، وأطلق الأكاديميات لتدريب واكتشاف المواهب، ثمّ تبنّى الاتحاد فكرة الاحتراف، وخطوةً بخطوة، وبرعايةٍ واهتمامٍ ملكيٍ ملحوظ، بدأ نجم المنتخب الأردني بالصعود، وصولًا إلى نهائيات كأس آسيا بقيادة المغربي عموتة، وأخيرًا إلى كأس العالم بقيادة المغربي السلامي.

الخطة التي بدأت قبل ربع قرن، والتي نحصدُ نتائجها اليوم بفخرٍ واعتزاز، تدلُّ دلالةً واضحةً أنّ التخطيط السليم والمتابعة المستمرة ستعطي نتائجها ولو بعد حين، ما يدفعنا إلى التساؤل : ألا يُمكن تعميم هذه التجربة على القطاعات المختلفة، وخاصة الثقافية منها !!

الجواب بالتأكيد نعم، ربما تتأخر النتائج في الظهور، لكن وكما قيل (أن تبدأ متأخرًا خيرٌ من أن لا تبدأ أبدا)، تحتاجُ البداية إلى قراراتٍ صعبة وشجاعة، وإلى رسم خارطة طريق وطنية واضحة ومحددة المعالم، وإستراتيجية مدروسة بدقّة وعناية، ومرونةٍ تسمحُ لها بمواكبة المتغيرات التكنولوجية العالمية، تبدأُ هذه الخطة بالطفل من بواكير حياته حين يدخلُ مرحلة (الروضة)، بحيثُ تفتح العنان لتفكيره وخياله بعيدًا عن التلقين المباشر، ودون الحاجة لاستكمال دروسه في البيت، أو الاعتماد على الأم والأب، أو على المدرسين الخصوصين، وهذا يحتاجُ إلى معلمين مدرَّبين تدريبًا مختلفًا، ومنضبطين نفسيًا وسلوكيًا، ومؤهلين ثقافيًا لمسؤوليةٍ ورسالةٍ وطنيةٍ وأخلاقية.

تبدأ الخطّة من الاهتمام الكثير والكبير بالتعليم الحكومي، حتى يصل إلى منزلة التعليم الخاص أو يتفوّقُ عليه كما هو حالُ بعض دول الجوار، وإلى الاستثمار في الثقافة باعتبارها مصدرًا من مصادر الدخل القومي، فننتقلُ بالثقافة من الرعاية والحاجة إلى الدعم المالي المستمر إلى مرحلة الاستثمار فيه وتحقيق التمويل الذاتي والعوائد الربحية، وذلك يشبه ما يسعى إليه اتحاد كرة القدم الأردنية بالانتقال بالأندية من الدعم والرعاية المالية إلى التمويل الذاتي والاستثمار.

لدينا في الأردن بنية ثقافية، تاريخية وجغرافية وبشرية، يمكن الاستثمار فيها وتطوير صناعتها، ولا يحتاجُ الأمر إلّا إلى تحديث منظومة التشريعات الناظمة للتعليم والعمل الثقافي والاجتماعي، وإلى ضخ القليل من رأس المال العام والخاص، ليبدأ مشوار الاستثمار في الكفاءات البشرية والحضارية.

المحامي أكرم الزعبي
رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين السابق











طباعة
  • المشاهدات: 2302
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-06-2025 09:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم