حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,6 يونيو, 2025 م
  • الصفحة الرئيسية
  • مقالات منوعة
  • د. خالد السليمي يكتب: ضرب القواعد الجوية الروسية حين يتحوّل الخلل الاستخباراتي إلى هزة استراتيجية تعُيد تشكيل مشهد القوة العالمية
طباعة
  • المشاهدات: 6543

د. خالد السليمي يكتب: ضرب القواعد الجوية الروسية حين يتحوّل الخلل الاستخباراتي إلى هزة استراتيجية تعُيد تشكيل مشهد القوة العالمية

د. خالد السليمي يكتب: ضرب القواعد الجوية الروسية حين يتحوّل الخلل الاستخباراتي إلى هزة استراتيجية تعُيد تشكيل مشهد القوة العالمية

د. خالد السليمي يكتب: ضرب القواعد الجوية الروسية حين يتحوّل الخلل الاستخباراتي إلى هزة استراتيجية تعُيد تشكيل مشهد القوة العالمية

05-06-2025 08:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. خالد السليمي
الخلل الاستخباراتي
تُعد الضربة المباغتة التي استهدفت القواعد الجوية الروسية علامة فارقة تكشف خللاً استخباراتياً فادحاً، فشل الأجهزة الروسية في توقع الهجوم أو اعتراضه يشير إلى تراجع خطير في قدرة نظم الرصد والتحليل والتصدي، هذه الثغرة الأمنية فتحت الباب لتساؤلات صعبة حول جاهزية الدفاعات الجوية وسرعة الاستجابة التكتيكية، في بيئة تزداد فيها الضغوط التكنولوجية والمعلوماتية، لا يمكن الاعتماد على العقيدة التقليدية وحدها، بل يجب إعادة صياغة المفاهيم الاستخباراتية لتواكب التهديدات الذكية والمتغيرة التي تعيد ترتيب موازين الردع والسيطرة في عالم شديد التعقيد.

المشاركون والمخططون والمنفذون
الضربة لم تكن ارتجالية، بل نُفّذت باحترافية عالية توحي بتخطيط استخباراتي مشترك ودعم دولي تقني ولوجستي، المعلومات الأولية تشير إلى احتمال تورّط خلايا مدربة من خارج المنطقة، ربما بدعم استخباراتي غربي أو عبر شركات أمنية خاصة، المنفذون تمكنوا من تجاوز الحواجز الأمنية والتحليق فوق منطقة محمية بشبكات رادارية متقدمة، وهو ما يلمّح إلى استخدام بيانات استخباراتية دقيقة تم تنسيقها من غرف عمليات مشتركة، هذا المشهد يعكس حجم التهديد الجديد الذي لم يعد محصوراً بدولة، بل بمنظومات مرنة من الفاعلين ما دون الدولة ضمن بيئة صراعية رمادية.

حجم الضربة ونوعية الأهداف المدمّرة
الهجوم ألحق خسائر جسيمة بالقوة الجوية الروسية، حيث أكدت صور الأقمار الصناعية تدمير ما لا يقل عن 18 طائرة حربية من طراز ( Su-34وSu-35)، إضافة إلى ثلاث قاذفات استراتيجية (Tu-22M3) كما تم استهداف وتدمير مخازن ذخيرة استراتيجية، ومركز قيادة عمليات ميدانية، وبرج مراقبة رئيسي في قاعدة إنغلس الجوية، هذه الضربة قلصت من القدرة العملياتية الجوية الروسية بنسبة 20% في المحور الجنوبي، وأجبرت القيادة العسكرية على نقل طائراتها المتبقية لمواقع بديلة أقل استراتيجية، مما أثر على الجاهزية والتفاعل مع المستجدات العسكرية في الميدان.

الأسلحة المستخدمة والدول المحتملة
تشير التحليلات إلى استخدام طائرات دون طيار ذات مدى طويل، مزوّدة بذخائر موجهة بدقة مثل الذخائر الانتحارية من طراز (SwitchbladeوPhoenix Ghost)، إضافة إلى صواريخ كروز مطورة بمدى تكتيكي أطلقت من مناطق خارجية عبر دعم إلكتروني، التقنيات المستخدمة تعكس بصمة دول تمتلك قدرات عالية في الحروب السيبرانية والتشويش الإلكتروني، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وربما أوكرانيا، نوعية السلاح المستخدم تتطلب دعماً استخباراتياً عابراً للحدود، ما يشير إلى أن الضربة لم تكن عسكرية فقط، بل استخباراتية وتكنولوجية عابرة للحدود.

النتائج المباشرة
خلّفت الضربة حالة من الارتباك والتراجع العملياتي، حيث أُجبرت روسيا على إعلان حالة التأهب القصوى في خمس مناطق عسكرية، تم إخلاء جزئي لقواعد استراتيجية خشية هجمات متزامنة، مما أثّر على جدول العمليات العسكرية في المحور الشرقي، كما أُلغيت مناورات كانت مقررة على الحدود الغربية، في رسالة ضمنية تعكس عمق الإرباك، معنويات الجنود في الوحدات الجوية تراجعت وسط تساؤلات عن مدى سلامة البنية التحتية الدفاعية، الضربة شكلت أيضاً ضغطاً سياسياً داخلياً، حيث ارتفعت حدة الانتقادات في دوائر صنع القرار، مطالبةً بإعادة هيكلة القيادة العسكرية الجوية.

السيناريوهات المستقبلية
أمام هذا الحدث المفصلي، بات على روسيا إعادة رسم استراتيجياتها الدفاعية، السيناريو الأول يتمثل في تصعيد عسكري مضاد يشمل استهداف مواقع يشتبه بتورطها، السيناريو الثاني هو إعادة الانتشار واللجوء إلى خيارات إلكترونية وحرب الظل، أما السيناريو الأخطر، فهو دخول المنطقة في صراع مفتوح تستخدم فيه الدول الكبرى وكلاءها لتصفية الحسابات، هذه الخيارات تحتم على صانعي القرار قراءة التحولات بتعقّل، وموازنة الردع دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تطيح بما تبقى من استقرار في النظام العالمي شديد التأرجح.

الدروس الاستراتيجية والدعوة لإعادة بناء المفهوم العسكري
الدرس الأكبر الذي يجب أن يُستخلص من هذه الضربة يتمثل في ضرورة التكيف مع بيئة القتال الجديدة، لم تعُد الحروب تحسم في السماء وحدها، بل عبر الأنظمة غير المرئية، الذكاء الاصطناعي، والتحليل التنبؤي، والتشويش السيبراني، الدول الكبرى باتت تعتمد على ضربات استباقية تنفذها أدوات غير نمطية، وهو ما يتطلب من المؤسسات العسكرية في العالم إعادة تعريف مفاهيم "الردع"، و"الأمن"، و"التفوق"، على الجيوش الحديثة أن تتجاوز الفكر التقليدي، وتبني عقلاً استباقياً مرناً قادراً على فهم بيئة التهديد المركبة من التقنية، والمعلومة، والفاعلين غير الحكوميين.

الخاتمة والتوصية
لقد دقت الضربة ناقوس الخطر في موسكو وفي عواصم القرار الاستراتيجي حول العالم، أصبح واضحاً أن التفوق العسكري الكلاسيكي لا يكفي لحماية المنشآت الحيوية دون درع استخباراتي وتقني فعال، في ضوء ذلك، لا بد من إعادة صياغة المنظومة الدفاعية والاعتماد على تكامل (عسكري-مدني-تكنولوجي)، قادر على مواجهة هجمات مستقبلية ستكون أكثر تعقيداً وتخفياً، السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتجه روسيا إلى التغيير الجذري في بنيتها الأمنية؟ أم ستغرق أكثر في دوامة ردود الفعل؟ المستقبل القريب يحمل الإجابة.








طباعة
  • المشاهدات: 6543
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
05-06-2025 08:41 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم